الخضر في تيزي وزو: مباراة تاريخية ورمزية ضد ليبيريا (تصفيات كأس أفريقيا 2025)
الخضر في تيزي وزو: مباراة رمزية تتجاوز حدود كرة القدم
شهد ملعب حسين آيت أحمد الجديد في تيزي وزو، الذي افتتحه الرئيس عبد المجيد تبون في يوليو الماضي، حدثًا تاريخيًا باستضافة أول مباراة للمنتخب الوطني الجزائري على أرضه ضد ليبيريا في إطار تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025. لم تكن هذه المباراة مجرد مواجهة كروية، بل حملت في طياتها دلالات رمزية عميقة، تجاوزت حدود المستطيل الأخضر لتلامس مشاعر الوطنية والوحدة.
وصل “محاربو الصحراء” إلى تيزي وزو وسط ترحيب حار من والي الولاية أبو بكر الصديق بوستة والسلطات المحلية، ليخوضوا مباراتهم الأخيرة في المجموعة E من التصفيات، وهم يحملون على عاتقهم مسؤولية تقديم أداء يليق بمقام المناسبة، رغم تأهلهم المُبكر إلى النهائيات منذ الجولة الرابعة. يُذكر أن الجزائر تصدرت مجموعتها برصيد 16 نقطة من خمس مباريات، متفوقة على تنزانيا (7 نقاط)، أوغندا (4 نقاط) ونيجيريا (نقطتين). هذا التأهل المبكر يعكس قوة الخضر واستعدادهم للمنافسة على اللقب القاري.
تيزي وزو: من معقل الثورة إلى منصة التتويج الكروي
اختيار تيزي وزو، الولاية الثالثة التاريخية خلال حرب التحرير، لاستضافة هذه المباراة لم يكن اعتباطيًا. فهو بمثابة تكريم لتاريخ المنطقة النضالي ورمزيتها في الكفاح من أجل الاستقلال. افتتاح الملعب الذي يحمل اسم أحد أبطال حرب التحرير، حسين آيت أحمد، في شهر يوليو، شهر الاستقلال، أضاف بعدًا رمزيًا للمباراة، وجعلها أكثر من مجرد حدث رياضي.
ولطالما عُرفت تيزي وزو بروحها الرياضية وبناديها العريق، شبيبة القبائل، الذي حقق إنجازات كروية مشرفة على الصعيدين المحلي والقاري. ولعل استضافة الخضر على أرضها ستكون حافزًا لجيل جديد من اللاعبين للسير على خطى أسلافهم وتحقيق المزيد من النجاحات.
تكريم الراحلين ورسالة وحدة قوية
شهدت المباراة لحظات مؤثرة بتكريم الراحل رشيد مخلوفي، والدولي السابق حميد المراقشي، والراحل بلعيد لاكارن، بدقيقة صمت قبل انطلاق صافرة البداية. كما عكست الأجواء الاحتفالية في الملعب، وخاصة “تيفو” الجمهور الرائع، روح الوحدة والتلاحم بين اللاعبين والجمهور.
ولعل أبلغ رد على كل الأصوات المشوشة والمحرضة كان أداء النشيد الوطني بحماس من قبل أكثر من 40 ألف متفرج، مؤكدين تمسكهم بوحدة الجزائر وتلاحم شعبها.
إن مباراة الخضر في تيزي وزو لم تكن مجرد مباراة كرة قدم، بل كانت حدثًا وطنيًا بامتياز، عكس روح الجزائر الوطنية وتاريخها النضالي، وأكد على قدرة الرياضة على توحيد القلوب وتجاوز كل الخلافات.