كارثة منتخبات الجزائر الشابة: من المسؤول عن إخفاق U17 و U20 في UNAF 2024؟
كرة القدم الجزائرية للشباب: تحديات الواقع وآفاق المستقبل
شهدت الساحة الكروية الجزائرية مؤخرًا خيبة أمل كبيرة بعد إخفاق المنتخبين الوطنيين تحت 17 و20 عامًا في التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2024، مما أثار تساؤلات حارقة حول أسباب هذا التراجع ومسؤولية مختلف الأطراف المعنية. فبعد تصريحات المدير الفني الوطني، أمير منسول، التي عكست تفاؤلاً ربما كان مبالغًا فيه بشأن حظوظ المنتخب تحت 20 عامًا، جاءت النتائج مخيبة للآمال، لتضعنا أمام ضرورة تحليل دقيق للوضع الراهن.
بين الواقع والطموح: أين الخلل؟
لم يكن خروج المنتخبين الجزائريين تحت 17 و20 عامًا من تصفيات كأس الأمم الأفريقية مجرد حدث عابر، بل هو مؤشر ينذر بالخطر على مستقبل الكرة الجزائرية. فبينما أشار البعض إلى ضيق الوقت للتحضير، خاصة بالنسبة لمنتخب تحت 17 عامًا، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى كفاءة البرامج التدريبية المعتمدة وهل تواكب المعايير الدولية؟. فعلى سبيل المثال، تستثمر العديد من الدول الأفريقية، مثل المغرب ونيجيريا والسنغال، بشكل مكثف في تطوير قطاع الشباب، من خلال إنشاء أكاديميات متخصصة وتوفير مرافق تدريبية حديثة. فهل نحن في الجزائر نسير في نفس الاتجاه؟
وفي حالة المنتخب تحت 20 عامًا، الذي وصفه المدير الفني بأنه يمتلك موارد غير مسبوقة، يصبح التساؤل أكثر إلحاحًا. فهل تم استغلال هذه الموارد بالشكل الأمثل؟ وهل أدت كثرة المباريات التحضيرية إلى نتائج إيجابية أم إلى إرهاق اللاعبين؟ الإحصائيات المتعلقة بأداء المنتخب في المباريات الودية والرسمية قد تجيب على هذه التساؤلات.
بناء المستقبل: نحو استراتيجية شاملة
لا شك أن إخفاق المنتخبين الجزائريين يفرض علينا إعادة النظر في استراتيجية تطوير كرة القدم الشباب. فالأمر لا يقتصر على توفير الموارد المادية، بل يتطلب أيضًا بناء منظومة متكاملة تشمل التكوين المتخصص للمدربين، واكتشاف وتنمية المواهب الشابة منذ الصغر، وتوفير بيئة مناسبة لتطورهم. كما يجب الاستفادة من تجارب الدول الأخرى الناجحة في هذا المجال، ودراسة أفضل الممارسات العالمية.
إن الاستثمار في كرة القدم الشباب هو استثمار في مستقبل الكرة الجزائرية. فمن هؤلاء الشباب ستخرج النجوم الذين سيرفعون راية الجزائر عاليًا في المحافل الدولية. ولتحقيق هذا الهدف، نحتاج إلى تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من اتحادية كرة القدم والأندية والمدربين واللاعبين والجمهور، لبناء مستقبل واعد لكرة القدم الجزائرية.
أحلام أفريقية تتبخر: لماذا أخفق منتخب الجزائر تحت 17 و20 سنة؟
شهدت كرة القدم الجزائرية على مستوى الفئات السنية خيبة أمل كبيرة بعد إخفاق منتخبي تحت 17 و20 سنة في التأهل لكأس الأمم الأفريقية، تاركين خلفهم تساؤلات مُلحة حول أسباب هذا الإخفاق المُزدوج. فبعد تصريحات مُتفائلة من المدير الفني الوطني، أمير منسول، الذي راهن على تأهل المنتخب تحت 20 سنة بل وتوقّع له دوراً بارزاً في البطولة، جاءت النتائج مُخيبة للآمال، لتُعيد للأذهان سيناريوهات مُشابهة من إخفاقات سابقة.
هل سوء التخطيط هو السبب؟
أرجع منسول إخفاق منتخب تحت 17 سنة، الذي مُني بهزيمتين أمام تونس ومصر قبل أن يُحقق فوزاً على ليبيا وتعادلاً مع المغرب، إلى تأخر انطلاق البطولة في يونيو الماضي، مما قلّص من فترة الإعداد. وزاد على ذلك عدم استفادة هذه الفئة العمرية من بطولة مُنظمة في الموسم الماضي. لكن هل يُبرر هذا التبرير الخروج المُبكر؟ فعلى سبيل المثال، نجحت منتخبات أخرى في تحقيق نتائج إيجابية رغم ظروف مُشابهة، مما يُشير إلى وجود ثغرات أخرى تتجاوز مسألة توقيت البطولة. فبحسب إحصائيات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، فإن مُعدل مُشاركة المنتخبات في البطولات الإقليمية قبل كأس الأمم الأفريقية لا يقل عن ثلاث بطولات، وهو ما لم يتحقق مع منتخب الجزائر تحت 17 سنة.
أما بالنسبة لمنتخب تحت 20 سنة، فقد أشار منسول إلى توفر موارد ومباريات تحضيرية كافية، مُشدداً على أن هذا الفريق حظي بفرص لم تتح لغيره. لكن الواقع على أرض الملعب كان مُغايراً تماماً، حيث فشل رفاق ياسين مناع، المدرب السابق لشباب قسنطينة، في تحقيق أي فوز، مُكتفين بتعادلين أمام مصر والمغرب قبل الخسارة أمام تونس في الوقت بدل الضائع. وهنا يطرح السؤال: هل تم استغلال هذه الموارد بالشكل الأمثل؟ وهل كانت المباريات التحضيرية مُناسبة لاختبار جاهزية الفريق؟
البحث عن حلول جذرية
لا شك أن إلقاء اللوم على اللاعبين وحدهم يُعتبر ظلماً، خاصةً وأن العديد منهم يمتلكون موهبة كروية واضحة. بل يجب البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق المُتكرر، والتي قد تتضمن ضعف التخطيط الاستراتيجي، قصور في البرامج التدريبية، أو حتى غياب رؤية واضحة لتطوير كرة القدم على مستوى الفئات السنية. فالتأهل لكأس الأمم الأفريقية ليس هدفاً بحد ذاته، بل هو مُؤشر على نجاح منظومة كروية مُتكاملة تبدأ من القاعدة وتصل إلى القمة.
مستقبل الكرة الجزائرية: أين الخلل؟
يجب أن يكون هذا الإخفاق المُزدوج بمثابة جرس إنذار يدفع المسؤولين عن الكرة الجزائرية إلى مُراجعة شاملة للسياسات المُتبعة، ووضع استراتيجية واضحة وطويلة الأمد لتطوير مُواهب كرة القدم الجزائرية. فالمستقبل الكروي للجزائر يعتمد على بناء قاعدة صلبة من اللاعبين الشباب، وهذا يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من اتحادية كرة القدم إلى الأندية والمدربين. فهل ستُؤخذ هذه الدروس على محمل الجد؟ أم أننا سنشهد تكراراً لنفس السيناريو في المُستقبل؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.