هل باتت الكفاءة غائبة عن الاتحاد الجزائري لكرة القدم؟ قضية محسن هيمور ومستقبل الكرة الجزائرية
تُثار تساؤلاتٌ مُلحة حول مستقبل الكرة الجزائرية في ظلّ الجدل المُتزايد حول تعييناتٍ مثيرةٍ للريبة داخل الاتحاد الجزائري لكرة القدم. ففي خضمّ سعي الجزائر لاستعادة أمجاده الكروية، برز اسم محسن هيمور، المعروف بـ”محسن باتريوتا”، كأحد أبرز نقاط الخلاف. فكيف لشخصٍ ذي خلفيةٍ غير واضحة في مجال الكشافات الكروية أن يُصبح مسؤولاً عن اكتشاف المواهب الشابة وتوجيه مسار المنتخبات الوطنية؟
من هو محسن هيمور “باتريوتا”؟ ودوره المثير للجدل
محسن هيمور، جندي سابق في الحرس الجمهوري، لم يكن اسمًا مألوفًا في الأوساط الرياضية قبل أن يرتبط اسمه برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد سعدي. فقد عُرف هيمور بنشاطه على منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً فيسبوك، حيث أدار صفحاتٍ داعمةٍ لسعدي قبل انتخابه. وبعد تولي سعدي رئاسة الاتحاد، عُيّن هيمور كشافًا للمواهب، وهو منصبٌ حساسٌ يتطلب خبرةً فنيةً ودرايةً واسعةً بعالم كرة القدم. وهنا يكمن جوهر الإشكالية: هل يمتلك هيمور المؤهلات اللازمة للقيام بهذه المهمة؟
تساؤلاتٌ مشروعة حول معايير اختيار المواهب
أثارت صورةٌ لهيمور مع اللاعب الشاب أمين شياخا، لاعب نادي كوبنهاغن الرديف، موجةً من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تساءل الكثيرون عن المعايير التي يعتمدها هيمور في اختيار اللاعبين، وهالهم غياب الشفافية في عملية الاختيار. ففي الوقت الذي تعتمد فيه اتحاداتٌ كرويةٌ عالميةٌ على فرقٍ متخصصةٍ من الكشافين لاكتشاف المواهب، يبدو أن الاتحاد الجزائري قد وضع ثقته في شخصٍ واحدٍ، ما أثار الشكوك حول مدى كفاءته وقدرته على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة.
علاوةً على ذلك، يطرح هذا التعيين تساؤلاتٍ حول دور المدرب الوطني. فكيف يُمكن للمدرب أن يعتمد على لاعبين لم يشارك في اختيارهم، ولم يتابع تطورهم عن كثب؟ ألا يُؤثر ذلك على انسجام الفريق وتكتيكاته؟
صمتٌ إعلاميٌ مُريب
اللافت للنظر هو الصمتُ الإعلاميُّ المُريب حيال هذه القضية. ففي حين سارعت وسائل الإعلام في الماضي إلى انتقاد أداء "FAF Radar"، وهو هيكلٌ مُكوّنٌ من مُتخصصين لاكتشاف المواهب، يبدو أنها تغضّ الطرف عن تعيين هيمور، ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الصمت.
ضرورةُ الشفافية والاحترافية
إنّ مستقبل الكرة الجزائرية مرهونٌ بتبني نهجٍ احترافيٍّ وشفافٍ في إدارة شؤونها. فلا يُمكن الارتقاء بمستوى المنتخبات الوطنية دون الاعتماد على كفاءاتٍ حقيقيةٍ في جميع المجالات، بما في ذلك اكتشاف المواهب وتدريب اللاعبين. ويتطلب ذلك وضعَ معاييرٍ واضحةٍ لاختيار المسؤولين، وإخضاعهم للمساءلة والرقابة. فهل يستجيب الاتحاد الجزائري لكرة القدم لهذه المطالب، أم يستمر في نهجه الحالي، مُعرّضًا مستقبل الكرة الجزائرية للخطر؟
يُذكر أن رئيس الاتحاد، وليد سعدي، كان قد وعد بنشر السيرة الذاتية لكل مسؤولٍ يُعيّنه الاتحاد، فهل سيفي بوعده وينشر سيرة محسن هيمور “باتريوتا” ليتسنى للجمهور معرفة مؤهلاته وخبراته؟
