## غياب الروح القتالية: باكيل يتحمل مسؤولية إخفاقات “سيلي ناشيونال” ويودع
في لقاءٍ تلفزيونيٍّ على قناة CIS Média يوم الاثنين 23 سبتمبر، أطلّ علينا شارل باكيل، المدرب السابق لمنتخب غينيا ”سيلي ناشيونال”، ليعترف بمسؤوليته الكاملة عن النتائج المُخيّبة للآمال التي مُني بها المنتخب خلال فترة قيادته.
وبنبرةٍ حزينةٍ، قال باكيل: “لم أنجح في المباراتين. كوني مدربًا، أتحمل المسؤولية الأولى، مثل جميع زملائي حول العالم. عندما تُسند إلينا مهمة ونخسر مباراتين متتاليتين، بغضّ النظر عن النتيجة، أعتبر نفسي المسؤول الأول. أقدّم اعتذاري لكل من وضع ثقته بي ولجميع الغينيين”.
لم تتجاوز رحلة باكيل مع “سيلي ناشيونال” شهرين، حيث تم تعيينه في أغسطس الماضي، ليفاجأ بقرار إقالته من قبل الاتحاد الغيني لكرة القدم في 21 سبتمبر 2024، بعد سلسلة من النتائج السلبية.
هزيمتان مُرّتان تُطحيان بباكيل
شهدت تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب هزيمتين متتاليتين لـ “سيلي ناشيونال” تحت قيادة باكيل، مما أدى إلى إثارة الجدل حول قدرته على قيادة المنتخب.
ولم يقتصر الاستياء على أداء المنتخب على الاتحاد فقط، بل امتدّ ليشمل أجواء الفريق الداخلية. وفي هذا السياق، كشف المدير الفني للاتحاد، كانفوري لابي بانجورا، أن رسالة باكيل لم تعد تصل إلى اللاعبين.
وقال بانجورا: “النتائج لم تكن مُرضية. أخبرني باكيل بنفسه أن رسالته لم تعد تصل. لم يطلب مني الاستقالة، لكنه اقترح البحث عن حلّ آخر، مؤكدًا أنّ الاستمرار في مهمته بات صعبًا”.
الهزيمة أمام تنزانيا: القشة التي قصمت ظهر البعير
شكّلت هزيمة غينيا أمام تنزانيا بنتيجة 2-1 في مدينة ياموسوكرو الإيفوارية نقطةً فاصلةً في مسيرة باكيل مع “سيلي ناشيونال”. فقد خاض المنتخب المباراة على أرضٍ محايدةٍ بسبب عدم جاهزية ملاعبه، ليُمنى بهزيمته الثانية على التوالي.
وأوضح بانجورا: “بعد مباراة ياموسوكرو، تحدثتُ مع ميشيل دوسوييه، وطلبتُ منه المشاركة بنسبة 100%، لأنّ الوضع بهذه الطريقة لن يؤدي إلا إلى الفشل. أخبرته أنه لا يمكنه الاستمرار كمُنسّقٍ فقط دون المشاركة الفعلية في التدريبات وعلى مقاعد البدلاء أو حتى في المدرجات. هذه المجموعة تفتقر إلى الخبرة، ونحن بحاجة إلى جهوده لتجاوز هذه المرحلة”.
وأضاف بانجورا: “لقد أجرينا نقاشًا بناءً حول هذا الموضوع، وقد أبدى دوسوييه تجاوبًا إيجابيًا مع مقترحاتي”.
دوسوييه على رأس القيادة الفنية: بداية حقبة جديدة؟
وبعد رحيل باكيل، أعلن الاتحاد الغيني لكرة القدم رسميًا في 21 سبتمبر 2024 عن تعيين ميشيل دوسوييه مدربًا جديدًا لـ “سيلي ناشيونال”.
وسيتولى دوسوييه زمام الأمور الفنية للمنتخب بمساعدة طاقمٍ مُتميّز، يتكوّن من الغيني مامادوبا غوشيه، والفرنسي آلان رافيرا، الذي يمتلك خبرةً واسعةً في مجال التدريب، حيث عمل كمساعد مدربٍ في أندية فرنسية عريقة مثل سانت إتيان، وموناكو، ورين، وتولوز.
وأعرب بانجورا عن ثقته الكبيرة في قدرة دوسوييه وطاقمه على قيادة “سيلي ناشيونال” نحو النجاح، قائلًا: “سيكون ملتزمًا بنسبة 100% بدوره كمدرب، وسيحظى بدعمٍ كبيرٍ من غوشيه ورافارا. أعتقد أنهم سيشكلون ثلاثيًا رائعًا يقود المنتخب نحو مستقبلٍ مشرقٍ”.
ويأمل الشارع الرياضي الغيني أن يُعيد دوسوييه الروح إلى ”سيلي ناشيونال” ويُنهي سلسلة الإخفاقات التي لاحقت المنتخب في الفترة الأخيرة. فهل ينجح في مهمته؟ الوقت كفيلٌ بكشف ذلك.
