مولودية الجزائر: ملف ساخن يهز وزارة الرياضة الجديدة
أزمة مولودية الجزائر: تحدٍ جديد أمام وزير الرياضة وليد سعدي
يبدو أن وزير الرياضة الجديد، وليد سعدي، لم يكد يدفئ كرسيه الوزاري حتى وجد نفسه أمام ملف شائك ومعقد، يتمثل في أزمة نادي مولودية الجزائر (CSA/MCA) وما يحيط بها من جدل وتجاوزات إدارية وقانونية. فهل سينجح الوزير في فك هذه العقدة وإعادة الاستقرار إلى هذا النادي العريق؟
خلفية الأزمة: تجاوزات إدارية وانتخابات مُشكَلة
بدأت الأزمة مع عملية تجديد إدارة النادي مطلع عام 2024، والتي شابتها العديد من التجاوزات، وأسفرت عن انتخاب رئيس جديد في ظروف مثيرة للجدل، وهو محمد الخالدي، الرياضي السابق ورئيس قسم ألعاب القوى السابق. وقد طعن أعضاء مستبعدون من الجمعية العمومية في شرعية هذه الانتخابات، موجهين رسالتين إلى وزير الرياضة، يطالبونه بالتدخل لتصحيح الوضع ووضع حد لهذه التجاوزات. وتشير بعض المصادر إلى أن عدد الأعضاء المستبعدين يصل إلى 86 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب التنفيذي السابق ورؤساء سابقون وشخصيات رياضية بارزة. وهذا الاستبعاد يُعدّ إفراغاً للجمعية العمومية من الكفاءات والخبرات.
غياب المكتب التنفيذي: شلل إداري يهدد مسيرة النادي
على الرغم من مرور أشهر على الانتخابات، لا يزال نادي مولودية الجزائر بدون مكتب تنفيذي فعال، مما يُعيق عمل النادي ويُهدد مشاركة فروعه الرياضية في مختلف البطولات. فالأقسام الرياضية تعمل بدون مدراء منتخبين، والقرارات الإدارية تُتخذ في غياب الجهة المخولة قانوناً. وقد رفضت السلطات المحلية (مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر) المصادقة على المكتب التنفيذي الحالي، وطالبت بعقد جمعية عمومية استثنائية (AGEX) لاستكمال تشكيله، الذي لا يضم حالياً سوى عضو واحد، هو الملاكم السابق محمد بن قاسمية، بعد انسحاب عضوين آخرين. هذا الوضع الهش يُعرض النادي لعقوبات وإجراءات قانونية، قد تُفاقم من أزمته.
مناشدة المولوديين: العودة إلى الشرعية والتطبيق السليم للقانون
يناشد أعضاء النادي ومحبوه وزير الرياضة بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها القانوني. ويطالبون بتطبيق اللوائح وإلغاء نتائج الانتخابات المُشكَلة، وإعادة تشكيل المكتب التنفيذي وفقاً للأطر القانونية وبمشاركة جميع الأعضاء. ويؤكدون على ضرورة بدء الولاية الأولمبية الجديدة (2024-2028) على أسس سليمة وضمان مستقبل مشرق لهذا النادي العريق. فهل يستجيب الوزير لهذه المناشدات ويُنقذ المولودية من هذه الأزمة التي تُهدد مسيرته وتاريخه؟
تحديات أمام الوزير سعدي
يواجه الوزير سعدي تحدياً كبيراً في التعامل مع هذا الملف الشائك. فعليه أن يُوازن بين ضرورة تطبيق القانون ومراعاة مصالح النادي ومشاعر جماهيره. كما يجب عليه أن يتخذ قرارات حاسمة وشجاعة لإنهاء هذه الأزمة وإعادة الاستقرار إلى مولودية الجزائر. فهل يكون الوزير سعدي على قدر هذه المسؤولية؟