تألق محاربي الصحراء في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025: نظرة متعمقة
حقق المنتخب الجزائري لكرة القدم، أو كما يحلو للكثيرين تسميتهم “محاربي الصحراء”، إنجازًا يُشيد به في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، مسجلاً خمسة انتصارات من أصل ست مباريات، محققًا 16 نقطة من أصل 18 ممكنة، ومهيمنًا على المجموعة الخامسة بجدارة. هذا التأهل لم يكن مجرد حجز مقعد في البطولة القارية، بل كان بمثابة عرض قوة حقيقي، خاصةً بعد الفوز الساحق على ليبيريا بنتيجة 5-1 في مباراة اتسمت بأجواء احتفالية رائعة. هذا الأداء المميز يعزز من مكانة المدرب جمال بلماضي، ويؤكد قدرة الخضر على تحقيق الانتصارات حتى في ظل وجود بعض الهفوات.
بلماضي: لمساتٌ تُحدثُ الفارق
رغم بعض الأخطاء الدفاعية الطفيفة التي ظهرت في بعض المباريات، إلا أن الأداء العام للمنتخب الجزائري كان مُرضيًا. نجح بلماضي في بناء فريق متماسك، قادر على التكيف مع مختلف الظروف. تُظهر سياسة التدوير التي انتهجها المدرب، خاصةً في مركز الظهيرين بتوظيف كل من يوسف عطال، رامي بن سبعيني، حسين بن عيادة، وحتى مهدي ليريس، رغبته في خلق منافسة شريفة بين اللاعبين، وتوفير خيارات متعددة في جميع المراكز. هذا التنوع التكتيكي، الذي يذكرنا بمرونة مدربين كبار مثل كارلو أنشيلوتي، يُعطي المنتخب الجزائري أفضلية كبيرة في مواجهة مختلف الخصوم.
قوة البدلاء: سلاحٌ فتّاك
من أهم نقاط قوة المنتخب الجزائري في هذه التصفيات، عمق دكة البدلاء. فعلى سبيل المثال، ساهم كل من رياض محرز، إسلام سليماني، سعيد بن رحمة، وغيرهم من اللاعبين، في تحقيق انتصارات حاسمة. دخول هؤلاء اللاعبين في الشوط الثاني غالبًا ما يُنعش أداء الفريق، ويُضيف بُعدًا هجوميًا جديدًا. هذا ما شاهدناه بوضوح في مباراة ليبيريا، حيثُ ساهمت التغييرات التي أجراها بلماضي في الشوط الثاني في تحقيق الفوز العريض. هذه القدرة على تغيير مجرى المباراة من خلال البدلاء تُعطي بلماضي ثقة كبيرة، وتُرسخ مكانته كمدربٍ كفؤ.
جيلٌ واعدٌ يُبشّرُ بمستقبلٍ مُشرق
شهدت هذه التصفيات تألق عدد من اللاعبين الشباب، مما يُبشّر بمستقبلٍ مُشرقٍ للكرة الجزائرية. أسماءٌ مثل رامز زروقي، محمد الأمين عمورة، وغيرهم، أثبتت جدارتها وقدرتها على اللعب على أعلى مستوى. هذا المزيج بين الخبرة والشباب يُعطي المنتخب الجزائري توازنًا مثاليًا، ويُؤهله للمنافسة على لقب كأس أمم أفريقيا 2025. وبالرغم من عدم مشاركة بعض المواهب الشابة الأخرى مثل آدم وناس في هذه التصفيات، إلا أن وجودهم ضمن التشكيلة يُضيف قوةً إضافيةً للفريق.
تحدياتٌ مُنتظرةٌ وآمالٌ كبيرة
لا شك أن الطريق نحو لقب كأس أمم أفريقيا 2025 لن يكون مفروشًا بالورود. تنتظر المنتخب الجزائري تحدياتٌ كبيرة، وستواجه فرقًا قويةً تمتلك لاعبين مميزين. لكن مع الروح القتالية العالية التي يتمتع بها اللاعبون، والدعم الجماهيري الكبير، والاستقرار الفني بقيادة بلماضي، يبقى الأمل كبيرًا في تحقيق اللقب القاري. يبقى العمل الجاد والتطوير المستمر هما السر لتحقيق هذا الحلم، ورفع راية الجزائر عاليًا في سماء أفريقيا.
