فضيحة في انتخابات الفاف: الديناصورات تعود وتهميش الشباب
هل انقرضت الكفاءات الشابة في كرة القدم الجزائرية؟ تجديد الهياكل أم إعادة تدوير “الديناصورات”؟
يبدو أن رياح التغيير التي وعد بها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد السعدي، لم تصل بعد إلى كل زوايا الملاعب الجزائرية. ففي خضم عملية تجديد هياكل الاتحاد، وتحديدًا على مستوى الدوريات الولائية، تطفو على السطح ممارسات مثيرة للجدل تُعيد إلى الأذهان سيناريوهات قديمة تُبقي على “الديناصورات” في مواقع القيادة على حساب الكفاءات الشابة الطامحة.
فريق “أفريكا فوت يونايتد”، المعروف بمتابعته الدقيقة للشأن الكروي الجزائري، رصد مخالفات عديدة تُشير إلى تجاوزات واضحة للقوانين والأنظمة. وكأن الوعود بالتجديد وإعطاء الفرصة للطاقات الجديدة لم تكن سوى حبر على ورق. فما يحدث في بعض الدوريات الولائية يُشبه إعادة تدوير الوجوه القديمة وتكريس مبدأ “البقاء للأقوى” بغض النظر عن الكفاءة والخبرة.
بين تعميمات الاتحاد وواقع الميدان: صراع الأجيال
على الرغم من إصدار الاتحاد الجزائري لكرة القدم التعميم رقم 34 بتاريخ 4 نوفمبر 2024، والذي يُحدد الخطوات والإجراءات الواجب اتباعها خلال الجمعيات العمومية الانتخابية، إلا أن الواقع على أرض الميدان يُخبرنا بقصة مختلفة. ففي بعض الولايات، تم تجاهل هذا التعميم بشكل مُريب، وتم استبعاد مرشحين شباب لصالح الرؤساء المنتهية ولايتهم، الذين تجاوز بعضهم سن السبعين!
ولاية قالمة تُقدم مثالًا صارخًا على هذه الممارسات، حيث تم رفض ملفين للاحتفاظ بملف الرئيس المنتهية ولايته، محمد السكفالي (75 سنة)، والذي لا يستوفي شرط المستوى الجامعي! ولاية المسيلة تُكرر نفس السيناريو مع الرئيس المنتهية ولايته، العمري بن حميدوش (77 سنة)، الذي يجد نفسه مرشحًا وحيدًا، هو الآخر دون مستوى جامعي. ولاية بسكرة ليست استثناءً، فعبد القادر شعبان (76 عامًا) يُرشح نفسه لولاية جديدة!
“النظام القديم” يعود من جديد: هل من مُنقذ لكرة القدم الجزائرية؟
تشير بعض الشهادات إلى وجود تعليمات سرية بالرجوع إلى النظام الأساسي القديم للبطولات (المادة 50) وتجاهل التعميم الصادر عن الاتحاد. هذا الوضع يُقصي فعليًا الشباب ويُعطي الأفضلية لـ”الديناصورات” في مشهد يُثير القلق حول مستقبل كرة القدم الجزائرية. فكيف يُمكن تطوير هذه الرياضة إذا ظلت قيادتها حبيسة الوجوه القديمة والعقليات التقليدية؟
إن إعادة تدوير القيادات القديمة لن يُساهم في تطوير كرة القدم الجزائرية. بل سيُعمق الأزمة ويُبعد الكفاءات الشابة التي تملك الطموح والرؤية لتحقيق النجاح. فهل من مُنقذ يُعيد الأمل ويُضع كرة القدم الجزائرية على السكة الصحيحة؟