فضائح في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم: صراع نفوذ وترهيب داخل الدوريات الولائية
هل تسيطر “اليد الخفية” على انتخابات دوريات كرة القدم الجزائرية؟
تتزايد المخاوف حول شفافية ونزاهة العملية الانتخابية داخل دوريات كرة القدم الولائية في الجزائر، وسط اتهامات بتدخل الاتحاد الجزائري لكرة القدم وممارسة ضغوط على بعض المرشحين. يأتي هذا الجدل في ظل مناخ مشحون بالتوترات، يثير تساؤلات حول مستقبل اللعبة الشعبية الأولى في البلاد.
“خبراء” الاتحاد.. مصدر ارتباك أم أداة ضغط؟
أثار قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم استقدام “خبراء” للمشاركة في الجمعيات العمومية للدوريات الولائية، جدلاً واسعاً. فبينما رحبت بعض الرابطات بهذه الخطوة، رفضتها أخرى معتبرة إياها تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، وتخوفاً من استخدام هؤلاء الخبراء كأداة ضغط وتوجيه للعملية الانتخابية. يُذكر أن بعض التقارير الصحفية أشارت إلى وجود “صمت متواطئ” من وزارة الشباب والرياضة إزاء هذه التطورات. فهل يُعتبر هذا الصمت بمثابة ضوء أخضر لممارسات قد تُقوّض مبدأ الديمقراطية والشفافية في إدارة كرة القدم الجزائرية؟
بين الترغيب والترهيب.. مستقبل رؤساء الدوريات على المحك
تواترت الأنباء عن ممارسة ضغوط على بعض رؤساء الدوريات المنتهية ولايتهم لثنيهم عن الترشح لولايات جديدة. أسماءٌ كمحمد غرنوز (البليدة)، ياسين بنحمزة (صيدا)، ورشيد عكالي (الجزائر) طفت على السطح كأمثلة على محاولات “إبعاد” بعض الشخصيات عن المشهد. في المقابل، تُشير بعض المصادر إلى وجود “وعود” قدمت لبعض المرشحين لضمان فوزهم في الانتخابات، مما يزيد من غموض المشهد ويثير الشكوك حول نزاهة العملية الانتخابية. فعلى سبيل المثال، تُداول أنباء عن ترشح رشيد حمري (تيبازة) لرئاسة رابطة البليدة، في حين يُتوقع ترشح جميل ولد عمار (عضو المكتب الفيدرالي) لرئاسة رابطة الجزائر، مما يُثير تساؤلات حول تراكم المناصب وتضارب المصالح.
ملف “شان 2022” .. ورقة ضغط أم مجرد صدفة؟
يُطرح اسم رشيد عكالي، رئيس رابطة الجزائر، كأحد أبرز الشخصيات المُستهدفة في هذه الانتخابات. يُذكر أن عكالي كان منخرطاً في ملف تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين (شان 2022)، مما يثير تساؤلات حول إمكانية استخدام هذا الملف كورقة ضغط عليه. فهل يُعتبر استبعاده من المشهد محاولة لتصفية حسابات قديمة، أم مجرد صدفة؟
نحو ديمقراطية رياضية أم عودة للاستبداد؟
في خضم هذه التطورات، يتساءل المتابعون عن مستقبل كرة القدم الجزائرية. فهل ستشهد البلاد انتقالاً نحو ديمقراطية رياضية حقيقية، أم أنها ستعود إلى ممارسات الماضي القائمة على الاستبداد و”تكتيكات الذراع القوية”؟ يبقى السؤال مطروحاً، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة. يُشار إلى أن هذه التطورات تتزامن مع تحديات كبيرة تواجه كرة القدم الجزائرية، بما فيها تراجع مستوى المنتخب الوطني وغيابه عن كأس العالم 2022، مما يُضاعف من أهمية إجراء إصلاحات جذرية في هيكلة اللعبة وإدارتها.