بعد كل اسطنبول هناك أثينا

17 مايو 2024 - 9:30 م


هي عبارة شهيرة جداً في تاريخ كرة القدم ومؤكد أنك سمعتها من قبل , وهناك حكمة إيطالية شهيرة أيضاً تقول : ” الإنتقام طبق لذيذ من الأفضل تقديمه بارداً .. “


ما قصة عبارة ” بعد كل اسطنبول هناك أثينا .. “
سنة 2005 ميلان واجه ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا , ميلان ختم الشوط الأول من تلك المباراة متفوقاً بثلاثية كاملة , إلى هنا الموضوع طبيعي وعادي , فريق حسم مباراة نهائية وسيتم تتويجه باللقب بعد خمس وأربعين دقيقة ..


يقول ستيفن جيرارد : ” عندما دخلنا إلى الشوط الثاني كانت نتيجة ثلاثة مقابل صفر مكتوبة في اللوح الإلكتروني أمامنا وكأنها تسخر منا وتخرج لنا لسانها , لكن عندما سمعنا أصوات جماهيرنا تردد You will never wallk alone تغير كل شيء .. “


وهذه العبارة هي الشعار الشهير لجمهور ليفربول ومعناها ” لن تسير وحدك أبداً .. ” , وفي تاريخ ليفربول كله لم يكن الفريق في حاجة لتلك العبارة مثلما احتاج إليها في تلك الخمس وأربعون دقيقة


الذي حصل أن ليفربول عدل النتيجة , سجلوا ثلاثة أهداف في أقل من ربع ساعة , ثم أنهوا المباراة والشوطين الإضافيين بالتعادل وحسموا اللقب بضربات الترجيح , ليتحول ذلك النهائي من مباراة عادية في الشوط الأول إلى أعظم نهائي في التاريخ ,, وعرفت تلك الليلة بليلة إسطنبول نسبة للمدينة التي لعبت فيها المباراة النهائية وهي اسطنبول التركية .

من جانب ميلان , الصدمة كانت كبيرة جداً , تلك المباراة تقريباً كانت المباراة التي أنهت ميلان العظيم الذي عرفناه لأجيال وأجيال , كل ما شاهدناه من ميلان بعد نهائي إسطنبول كان كبرياء فحسب لنادٍ دخل في دوامة كبيرة من عدم الثقة، وغادر شيفشينكو النادي ودخل قائد الفريق باولو مالديني في نزاعات كبيرة مع التراس الكورفا سيد الذين حملوه المسؤولية كاملة في خسارة ذلك النهائي المشؤوم ..

أمام كل هذه التخبطات , الديافولو الإيطالي تحرّك في الـ2007 لكي يقدم للعالم إنتقامه الأخير، الشاب البرازيلي ريكاردو كاكا كان في أوج وهجه بينما كان الحرس القديم لميلان في نهاياتهم تقريباً

تتويج السكوادرا أزورا الإيطالي بكأس العالم كان دافعاً كبيرا أيضاً لكن المشكل أن ميلان في تلك الفترة كان يقدم نتائج سيئة في الدوري المحلي , وفي رابطة الأبطال لعب ميلان أول مباراة في دور المجموعات ضد أيك أثينا اليوناني في اليونان فخسرها..


سخر الجميع وقتها من تصريح المدرب الإيطالي لميلان الميستر كارلو أنشيلوتي الذي قال : ” لم نأتي للعب المباراة بل لأخذ قياسات الملعب لأننا سنلعب المباراة النهائية فيه .. “

وفعلا نهائي ذلك العام كان مبرمجاً في ملعب أثينا ,
ورغم سوء نتائج ميلان محلياً إلا أنه قدم واحدة من البطولات الخالدة التي مازالت عالقة في أذهان الناس .

حيث سحق ميلان كل ما هو انجليزي في تلك الدورة وجلبوا التأهل ضد مانشيستر يونايتد في الأولدترافورد عندما كان مانشيستر يونايتد في عز جبروته وطغيانه

في ليلة أعطى فيها كاكا كل ما يمكن أن يقدمه لاعب كرة قدم في تسعين دقيقة على مستطيل أخضر .. ليتأهل ميلان إلى النهائي واحزروا من سيواجه؟


ليفربول .. في أثينا ..

فتح باولو مالديني حقيبته أخيراً , حقيبة أغراضه الخاصة بالمباراة النهائية والتي كان قد أغلقها بعد نهائي اسطنبول المشؤوم ولم يفتحها منذ ذلك الحين !!

ما الذي حصل هذه المرة ؟ لقد سلّطوا عليهم أحد أمكر المهاجمين في تاريخ اللعبة، فيليبيو إينزاغي .. الرجل الذي قيل عنه سخرية أنه ولد متسللاً , .. أسوء رجل يمكن أن تنفرد به في حياتك وأنت حارس مرمى ..

البيبو سجل هدفين … ورغم أن ليفربول سجل هدف تقليص الفارق إلا أن ميلان في هذه المرة حفظ الدرس , والنادي الذي سجل في شباكه ثلاثية قبل سنتين عجز أن يسجل هدف واحد في آخر دقائق المباراة ,,

عندما صفّر الحكم نهاية المباراة بتتويج ميلان برابطة الأبطال .. جثى ريكاردو كاكا على ركبتيه وبسط ذراعيه نحو السماء لتشييع جنازتهم بعد عامين من موقعة أسطنبول في مشهد تقشعر له الأبدان .

صورة خلدها المصورون على أنها احدى أعظم الصور التي ترمز للانتقام في تاريخ اللعبة ,, وهكذا جاءت العبارة الشهيرة ” بعد كل اسطنبول هناك آثينا ..


فكان ذلك أخر ظهور للبيغ ميلان في الساحه الأوروبيه، ميلان أنتقم ولم يعد.

المدرب كارلو أنشيلوتي مدرب ميلان لم يكتفي برد الإعتبار لميلان في 2007 وبالمناسبة كان هو المدرب الذي خسر معهم في 2005 .

وظل محل سخرية من الجميع على أنه المدرب الذي وقعت ضده أكبر ريمونتادا في نهائي رابطة الأبطال ..

لا تجبر إيطاليا أن يكون عندها ثأر لديك.. لأنهم سيعودون على حين غفله منك لحرق التماسيح والطيور والأشجار وكل أنواع البكتيريا وحتى الجن.