فضائح الدوري الجزائري: VAR غائب، مباريات مغلقة، واتحاد فرنسي يتستر!
كرة القدم الجزائرية: بين تصريحات الاتحاد والواقع المُعاش
تُثير تصريحات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (FAF) جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي الجزائري، حيث تتناقض مع الواقع المُعاش على أرضية الميدان. فبينما يُشيد رئيس الاتحادية، وليد السعدي، بـ”البداية الجيدة” للموسم الكروي، تُسلط الأحداث الضوء على تحديات تُثير تساؤلات حول مدى مصداقية هذه التصريحات.
غياب تقنية VAR وعودة المباريات خلف الأبواب المغلقة
شهدت الجولة السابعة من الدوري الجزائري للمحترفين غياب تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، وهو ما يُعد تراجعًا عن الوعود السابقة بتطبيقها تدريجيًا. و بررت مصادر هذا الغياب بإنشغال الفنيين بأحداث الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية. هذا التبرير لم يُقنع الكثيرين، خاصةً في ظل الأهمية المتزايدة لهذه التقنية في ضمان نزاهة المباريات. فبحسب إحصائيات الفيفا، ساهمت تقنية VAR في تخفيض أخطاء التحكيم بنسبة تصل إلى 90% في بعض الدوريات العالمية.
وعلى صعيد آخر، عادت مباريات الدوري لتُلعب خلف الأبواب المغلقة في بعض الملاعب، وهو ما يُخالف التوجهات السابقة للاتحادية بالاقتصار على العقوبات المالية. فقد شهدت الجولة السابعة إقامة ثلاث مباريات دون جمهور: مولودية وهران ضد شباب قسنطينة، اتحاد بسكرة ضد شبيبة القبايل، وشباب بلوزداد ضد شبيبة الساورة. هذا التناقض في القرارات يُثير استياء الجماهير التي تُطالب بشفافية أكبر من قبل الاتحادية.
اللعب النظيف: بين النداءات والممارسة
دعا الاتحاد الجزائري لكرة القدم جميع مكونات اللعبة إلى التحلي بروح اللعب النظيف ومكافحة العنف اللفظي والجسدي. إلا أن هذه النداءات تبقى حبرًا على ورق في غياب إجراءات ملموسة على أرض الواقع. فبينما تُطبق اتحاديات كرة القدم في دول أخرى بروتوكولات صارمة لمكافحة العنصرية والتمييز وتحديد هوية مثيري الشغب، يبدو أن الاتحادية الجزائرية لا تزال تعتمد على النداءات والتمنيات. فقد أشارت تقارير إعلامية إلى تزايد حالات العنف في الملاعب الجزائرية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات رادعة لحماية اللاعبين والجماهير.
تحديات الاتصال والشفافية
يُعاني الاتحاد الجزائري لكرة القدم من ضعف في سياسة الاتصال والشفافية، حيث يفتقر إلى التواصل الفعال مع الرأي العام الرياضي. فغياب التفسيرات الواضحة حول القرارات المتخذة يُثير الشكوك والتساؤلات حول دوافعها الحقيقية. كما أن انتقاد بعض وسائل الإعلام لأداء الاتحادية لا يُقابل بالحوار والنقاش، بل بالهجوم والتشهير. هذا الأسلوب يُعمق فجوة الثقة بين الاتحادية والجمهور الرياضي، ويُعيق تطور كرة القدم الجزائرية.
نحو مستقبل أفضل لكرة القدم الجزائرية
تحتاج كرة القدم الجزائرية إلى مراجعة شاملة لأساليب الإدارة والتسيير، وإلى تبني مقاربة تشاركية تُشرك جميع الأطراف