درس في الروح الرياضية: النصر يتقبل خسارته أمام القادسية بشهامة
شهدت الجولة الحادية عشرة من دوري روشن السعودي للمحترفين مفاجأة من العيار الثقيل، حيث تمكن القادسية من إلحاق الهزيمة بفريق النصر بنتيجة 2-1 على أرضية ملعب “مرسول بارك”. هزيمةٌ أثارت جدلاً واسعاً بين جماهير العالمي، خاصةً وأنها تُبعد الفريق أكثر عن صدارة الدوري، وتُثبّت مكانه في المركز الثالث برصيد 22 نقطة، خلف كل من الشباب والاتحاد.
ولكن ما ميّز هذه الخسارة هو ردّة فعل مدرب النصر، ستيفانو بيولي، الذي أظهر روحاً رياضية عالية، وتحمّل مسؤولية الهزيمة كاملةً، رافضاً إلقاء اللوم على أي لاعب بعينه. في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة، أكد بيولي أن النصر فريق واحد، يفوز ويخسر معاً، وقال: “نحن فريق. نفوز ونخسر معًا. لا نلوم أحدًا على وجه الخصوص في هذه الهزيمة”.
تصريح بيولي هذا يعكس ثقافة رياضية نادرة، تُعلي من قيمة العمل الجماعي، وتُؤكد على أن كرة القدم لعبة جماعية بالدرجة الأولى. فبدلاً من البحث عن كبش فداء، اختار بيولي تحمّل المسؤولية، مُعلناً أن الفريق بأكمله يتحمّل نتيجة الأداء، سواءً بالفوز أو الخسارة. وهذا ما يُعزز من روح الفريق، ويُشجع اللاعبين على تجاوز هذه النتيجة والتطلع إلى المباريات القادمة بثقة وتفاؤل.
هل تُمثل خسارة النصر بداية النهاية لطموحاته في الدوري؟
بالرغم من صعوبة الموقف، إلا أن الأمل لا يزال قائماً بالنسبة للنصر. فالفارق النقطي مع المتصدر ليس كبيراً، والدوري لا يزال في منتصفه. لكن على الفريق أن يستخلص الدروس من هذه الهزيمة، ويُعمل على تصحيح الأخطاء التي أدت إليها. كما أن على اللاعبين أن يُضاعفوا جهودهم في المباريات القادمة، ويُقاتلوا من أجل تحقيق الفوز في كل مباراة. فالموسم لا يزال طويلاً، والفرصة لا تزال مُتاحة للعالمي للمنافسة على اللقب.
يُذكر أن القادسية قدّم مباراة تكتيكية رائعة، استغل فيها نقاط ضعف النصر، ونجح في خطف ثلاث نقاط ثمينة. بينما ظهر النصر بصورة باهتة، وغابت عنه الفعالية الهجومية والتركيز الدفاعي. فهل ستكون هذه الهزيمة بمثابة جرس إنذار للنصر ليستعيد توازنه ويُنافس بقوة على اللقب؟ الأيام القادمة ستُجيب على هذا السؤال.
