جويل ماتيب: أسطورة دفاع ليفربول من صناعة البوندسليغا
جويل ماتيب: رحلة من قلب ألمانيا إلى قمة أوروبا
بينما يودّع جويل ماتيب عالم كرة القدم في سن الثالثة والثلاثين متأثراً بإصاباته، إلا أن مسيرته الحافلة، التي انطلقت من رحم نادي شالكه الألماني وتوّجت بلقب دوري أبطال أوروبا، ستبقى خالدة في الأذهان.
موهبة مبكرة تلفت الأنظار
لم يكن صعود نجم ماتيب في صفوف شباب شالكه مفاجئاً لأحد. فقد كان قلب الدفاع الواعد يتألق في كل مرة تطأ فيها قدماه أرض الملعب، مستفيداً من توجيهات نوربرت إلجيرت، مدرب فريق “رويال بلوز” للشباب، الذي ساهم في صقل مواهب العديد من النجوم أمثال مسعود أوزيل، وليروي ساني، وجوليان دراكسلر.
“يمتلك جويل إمكانيات هائلة، وليس من قبيل الصدفة أن يتدرب مع الفريق الأول بشكل منتظم.” هكذا وصف أوليفر روهنيرت، مدرب فريق شالكه الرديف آنذاك، موهبة ماتيب الاستثنائية. ورغم سعادته بانضمام ماتيب إلى فريقه الذي كان ينافس في دوري الدرجة الرابعة الألماني، إلا أنه كان يدرك تماماً أن موهبة كهذه لا يمكن أن تبقى حبيسة الاحتياط.
بداية قوية في البوندسليجا
بعد ثلاث مباريات فقط من ظهوره الأول مع روهنيرت في أكتوبر 2009، قرر فيليكس ماجاث، مدرب الفريق الأول، منح ماتيب فرصة ذهبية للمشاركة في مباراة رسمية ضد عملاق البوندسليجا، بايرن ميونيخ.
“قدم شوطاً أول رائعاً، وأنجز مهامه بدقة واحترافية.” هكذا أشاد ماجاث بأداء الشاب ذو الثمانية عشر ربيعاً بعد المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
– imago sportfotodienst
ولم يكتفِ ماتيب، الذي كان يُلقّب بـ “جيمي” داخل أروقة النادي، بتقديم أداء دفاعي صلب، بل سجّل أيضاً هدف فريقه الوحيد في شباك العملاق البافاري.
“أنا سعيد لأن المدرب منحني هذه الفرصة.” قال ماتيب بتواضع “لقد طلب مني بذل قصارى جهدي، وهذا ما فعلته.”
عقد احترافي واختبار دولي
بعد تألقه اللافت في اثنتي عشرة مباراة في الدوري الألماني، وقّع ماتيب على عقد احترافي لمدة ثلاث سنوات ونصف مع شالكه.
وبينما كان ماتيب يواصل تدريباته تحت قيادة ماجاث ويتعلّم من المدافعين المخضرمين هيكو ويسترمان ومارسيلو بوردون، تلقى اتصالاً هاتفياً من بول لوجوين، مدرب منتخب الكاميرون آنذاك، الذي حاول إقناعه بتمثيل بلد والده على المستوى الدولي.
لم تكن تلك المهمة سهلة على الإطلاق، فماتياس زامر، المدير الفني للاتحاد الألماني لكرة القدم، كان يراقب ماتيب عن كثب، على أمل ضمه إلى صفوف المانشافت.
من شالكه إلى ليفربول: رحلة جويل ماتيب، بطلٌ صُنع في ألمانيا
في عالم كرة القدم، تُحفر الأسماء في سجلات التاريخ ليس فقط بالألقاب، بل بروح العطاء والتفاني. جويل ماتيب، إبن الثالثة والثلاثين ربيعًا، قد يكون قد أعلن اعتزاله مُجبرًا بسبب الإصابة، لكن مسيرته الحافلة، التي انطلقت من رحم العملاق الألماني شالكه، ستبقى خالدة في أذهان عشاق المستديرة الساحرة.
### بزوغ نجم في سماء “الفيلسوف”
لم يكن صعود ماتيب في صفوف شباب شالكه مفاجئًا، بل كان بمثابة نبوءة تتحقق. موهبة فذة، وقلب دفاع صلب، فرض نفسه بقوة تحت أنظار نوربرت إلجيرت، المدرب الذي ساهم في صقل العديد من المواهب أمثال مسعود أوزيل، وليروي سانيه، وجوليان دراكسلر.
يقول أوليفر روهنيرت، مدرب فريق شالكه الرديف آنذاك: “جويل يمتلك إمكانيات هائلة، وليس من قبيل الصدفة أن يتدرب مع الفريق الأول بشكل مُكثف”.
كان ماتيب يتألق في دوري الدرجة الرابعة الألماني، لكن تألقه تجاوز حدود هذه المسابقة، ليقرع أبواب الفريق الأول بقوة.
### فيليكس ماجاث: “لقد كان رائعًا”
بعد ثلاثة أسابيع فقط من ظهوره الأول مع فريق الرديف، منحه فيليكس ماجاث، مدرب الفريق الأول آنذاك، فرصة المشاركة في مباراة نارية أمام بايرن ميونيخ في الدوري الألماني.
لم يخيب ماتيب ظن مدربه، بل قدم أداءً مذهلاً، توجّه بتسجيل هدف فريقه الوحيد في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.
قال ماجاث عن ماتيب: “لقد لعب شوطًا أول رائعًا، وقام بمهمته ببراعة. لقد كان جيدًا جدًا أيضًا في الشوط الثاني وقام ببعض التمريرات المؤكدة”.
### “جيمي” يبدأ رحلة التألق
لم يكن هدف ماتيب في مرمى بايرن ميونيخ مجرد هدف عادي، بل كان بمثابة شهادة ميلاد نجم جديد في سماء كرة القدم الألمانية.
لقّبته جماهير شالكه بـ “جيمي”، وأصبح أحد الأعمدة الأساسية في دفاع الفريق، ليقضي سبع سنوات حافلة في “فيلتينس أرينا”.
### من البوندسليغا إلى البريميرليج
في عام 2016، حطّ ماتيب الرحال في إنجلترا، مُنضمًا إلى ليفربول في صفقة انتقال حر.
سرعان ما أثبت ماتيب نفسه كأحد أفضل المدافعين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وشكل ثنائية دفاعية صلبة مع الهولندي فيرجيل فان دايك.
### ذكريات خالدة في “أنفيلد”
مع ليفربول، حقق ماتيب العديد من الألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز.
ستبقى ذكريات ماتيب مع ليفربول خالدة في أذهان جماهير “الريدز”، خاصةً دوره الكبير في الفوز التاريخي بدوري أبطال أوروبا عام 2019.
### نهاية حقبة وبداية جديدة
رغم اعتزاله المبكر، إلا أن مسيرة جويل ماتيب ستبقى مصدر إلهام للعديد من اللاعبين الشباب.
من شالكه إلى ليفربول، خطى ماتيب خطوات ثابتة في عالم كرة القدم، ليُصبح أحد أبرز المدافعين في جيله.