روي كين يدافع عن لي كارسلي في جدل النشيد الوطني
بين واجب الوطن وضغط المباراة: جدل عدم غناء لي كارسلي للنشيد الوطني
في عالم كرة القدم المُشحون بالعواطف الوطنية، يُثير أي تصرفٍ خارج عن المألوف جدلاً واسعاً، ولعلّ آخر هذه القضايا هي اختيار لي كارسلي، المدير الفني المؤقت لمنتخب إنجلترا، عدم غناء النشيد الوطني قبل المباريات.
أثار قرار كارسلي موجةً من الانتقادات من قِبل البعض، خاصةً مع ارتباط غناء النشيد الوطني بالانتماء والحماس الوطني. لكنّ زميله السابق في منتخب إيرلندا وأسطورة مانشستر يونايتد، روي كين، دافع عن كارسلي، مُشدّداً على أنّ تركيزه ينصبّ على تحضير اللاعبين نفسياً وذهنياً للمباراة، وأنّ عدم غناء النشيد الوطني هو جزءٌ من روتينِه الشخصي منذ أن كان لاعباً.
وفي تصريحٍ له لصحيفة “ميرور” البريطانية، أكّد كارسلي احترامه الكبير للنشيدين الوطنيين، قائلاً: “سأقف باحترامٍ وفخر، لكنّ تركيزي ينصبّ على المباراة، وأحاول تجنّب أيّ مُشتّتات”. وأضاف: “لطالما كان تركيزي مُنصبّاً على المباراة منذ أن كنت لاعباً، ولم يتغيّر ذلك مُنذُ أن بدأت التدريب”.
من جانبه، صرّح روي كين أنّ قرار كارسلي لا ينتقص من وطنيته، وأنّ الأولوية يجب أن تكون للفوز بالمباريات. وأضاف: “لقد لعبتُ معه في منتخب إيرلندا، ولم يكن غناء النشيد الوطني عائقاً أمامه، فالتركيز على الفوز هو الأهم”.
يُثير قرار كارسلي تساؤلاتٍ حول العلاقة بين التعبير عن الوطنية وضغط المباريات. ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أنّ غناء النشيد الوطني واجبٌ وطني، يعتبره آخرون طقساً شكلياً لا يعكس بالضرورة مشاعر اللاعبين الحقيقية.
وتُشير بعض الإحصائيات إلى أنّ عدم غناء النشيد الوطني ليس بالأمر النادر في عالم كرة القدم. ففي دراسةٍ أُجريت عام 2018، تبيّن أنّ 15% من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز لا يُغنّون النشيد الوطني لأسبابٍ مختلفة.
يبقى الجدل قائماً حول قرار كارسلي، فبينما يعتبره البعض إهانةً للوطن، يراه آخرون حقاً شخصياً لا ينتقص من حبه لبلده. وفي النهاية، يبقى الأهم هو أداء كارسلي كمدربٍ لمنتخب إنجلترا، وقدرته على تحقيق الانتصارات.