سيباستيان هونيس: مهندس نهضة شتوتغارت
سيباستيان هونيس: مهندس النهضة في شتوتغارت
<
div id=””>
بعيدًا عن الأضواء الساطعة لدوري الدرجة الأولى الألماني، كان هناك مدرب شاب يُدعى سيباستيان هونيس يُشعل فتيل ثورة كروية هادئة في نادي شتوتغارت. لم يكن اسمه يتصدر عناوين الصحف، لكن بصماته كانت واضحة على أرض الملعب، ليُعيد بذلك إلى الأذهان مقولة “وراء كل فريق عظيم، مدرب عظيم”.
من ملاعب الهواة إلى قيادة العمالقة
وُلدت موهبة هونيس الكروية في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث بدأ مسيرته كلاعب في صفوف نادي TSV Ottobrunn المتواضع. انتقل بعدها إلى أكاديمية نادي شتوتغارت، ليكتب فصلاً جديدًا في رحلته الكروية.
لم تكن مسيرة هونيس كلاعب مليئة بالألقاب والإنجازات الفردية، لكنه تميّز بأسلوبه القتالي وروحه القيادية في خط الوسط. لعب هونيس 174 مباراة في مسيرته الاحترافية، سجّل خلالها 7 أهداف وصنع 20 هدفًا آخر.
ميلاد مدرب من رحم التحدي
بعد اعتزاله اللعب، قرر هونيس خوض تحدٍ جديد في عالم التدريب، فكانت بدايته مع فريق الشباب بنادي هيرتا زيهليندورف. انتقل بعدها ليتولى تدريب فريق الشباب بنادي آر بي لايبزيج،
في خطوة جريئة، قرر نادي بايرن ميونيخ منح هونيس الفرصة لقيادة فريقهم الرديف في عام 2019. كانت التوقعات متواضعة، لكن هونيس فاجأ الجميع بقيادته الفريق لتحقيق لقب دوري الدرجة الثالثة الألماني، ليصبح بذلك أول مدرب في التاريخ يحقق هذا الإنجاز مع فريق رديف.
لم يكتفي هونيس بهذا الإنجاز، بل قاد بايرن ميونيخ الرديف لتحقيق سلسلة من النتائج المذهلة، حيث حصد الفريق 43 نقطة من أصل 57 ممكنة في النصف الثاني من الموسم.
عودة المجد إلى شتوتغارت
في عام 2022، عاد هونيس إلى نادي شتوتغارت، ليتولى هذه المرة مهمة تدريب الفريق الأول. كانت التحديات كبيرة، فالفريق كان يُعاني من شبح الهبوط، لكن هونيس نجح في نقل روحه القتالية إلى لاعبيه، ليُعيد بذلك الفريق إلى سكة الانتصارات.
لم يقتصر تأثير هونيس على النتائج فقط، بل امتد إلى أسلوب لعب الفريق، الذي أصبح أكثر تنظيمًا وفاعلية. أعاد هونيس الثقة إلى لاعبيه، وغرس فيهم ثقافة الفوز.
مستقبل مُبشر
لا شك أن سيباستيان هونيس يُعد واحدًا من أبرز المدربين الشباب في ألمانيا، ويمتلك كل المقومات التي تؤهله لتحقيق النجاحات في المستقبل. فهل يستطيع هونيس قيادة شتوتغارت إلى منصة التتويج في القريب العاجل؟
سيباستيان هونيس: مهندس النهضة الكروية في شتوتغارت
من هو هذا المدرب الشاب الذي أعاد نادي شتوتغارت إلى أمجاد دوري أبطال أوروبا بعد أن كان شبح الهبوط يُخيّم عليه؟ إنه سيباستيان هونيس، صاحب الـ 42 ربيعًا، والذي أثبت أن النجاح يجري في دمه، تمامًا كما جرى في دماء والده ديتر هونيس، نجم هجوم أندية ألين وشتوتغارت وبايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا السابق، وعمه أولي هونيس، أسطورة بايرن ميونخ في السبعينيات.
بدايات متواضعة ومسيرة حافلة
بدأ هونيس مسيرته الكروية كلاعب شاب في نادي TSV Ottobrunn البافاري، ثم انتقل لفرق الشباب في شتوتغارت، قبل أن يستقر به المطاف في هيرتا برلين، حيث أمضى 11 عامًا مع الفريق الرديف. وخلال مسيرته كلاعب خط وسط مهاجم، سجل هونيس 7 أهداف وصنع 20 هدفًا في 174 مباراة احترافية.
من لاعب إلى مدرب
بعد اعتزاله اللعب، انطلق هونيس في مسيرته التدريبية مع فريق هيرتا زيهليندورف تحت 19 عامًا، ثم انتقل لتدريب فريق بايرن ميونخ تحت 17 عامًا في 2016. وفي عام 2019، تولى قيادة فريق بايرن ميونخ الرديف، وقاده لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بلقب دوري الدرجة الثالثة الألماني، ليصبح أول فريق رديف يحقق هذا الإنجاز.
هونيس يحتفل مع لاعبي بايرن ميونخ بعد الفوز بلقب دوري الدرجة الثالثة الألماني – إيماجو
وبفضل هذا الإنجاز، حصل هونيس على جائزة أفضل مدرب في دوري الدرجة الثالثة الألماني. ورغم أنه لم يتمكن من قيادة الفريق في دوري الدرجة الثانية الألماني بسبب قواعد الدوري، إلا أن تألقه لفت أنظار نادي هوفنهايم، الذي تعاقد معه في عام 2020.
عودة إلى الديار وإنقاذ تاريخي
في أبريل 2023، عاد هونيس إلى نادي شتوتغارت، بيته الأول، لقيادة الفريق في مهمة صعبة لإنقاذه من الهبوط. ونجح هونيس في قيادة الفريق لتحقيق هذا الهدف، بل وأكثر من ذلك، حيث قاده في الموسم التالي لتحقيق المركز الثاني في الدوري الألماني والتأهل لدوري أبطال أوروبا، مسجلاً 78 هدفًا خلال الموسم.
ولم يكتفِ شتوتغارت بالعودة إلى دوري الأبطال، بل أعلن عن نفسه بقوة بفوزه على يوفنتوس في افتتاحية البطولة، ليؤكد هونيس قدرته على قيادة الفريق لتحقيق المزيد من الإنجازات.
فلسفة هجومية متوازنة
يُعرف هونيس بأسلوبه التدريبي الذي يجمع بين الاستقرار الدفاعي واللعب الهجومي الجميل، مستوحياً تكتيكه من خطة 4-2-3-1. وقد قارنه البعض بالمدرب الألماني هانسي فليك، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، نظرًا لأسلوبه التدريبي المميز وقدرته على تحقيق نتائج إيجابية.
ثناء وإشادة
وقد أشاد العديد من الشخصيات الرياضية البارزة بسيباستيان هونيس، حيث وصفه فابيان وولجيموث، المدير الرياضي لنادي شتوتغارت، بأنه “مدرب متفانٍ ويضع قلبه وروحه في عمله”.
كما أشاد به كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، قبل مواجهة شتوتغارت في دوري أبطال أوروبا، قائلاً: “لقد رأيت ما فعله العام الماضي. يا له من عمل رائع! إنهم فريق عظيم ومنظم للغاية.”
ولا شك أن سيباستيان هونيس أصبح أحد أبرز المدربين الشباب في ألمانيا، وسيُسلط عليه الضوء بشكل أكبر في السنوات القادمة، خاصةً إذا واصل تحقيق النجاحات مع شتوتغارت.