بين وعود “السعدي” المُبهمة و حقائق الواقع: أين هم مُحاربو “الخضر” الجُدد؟
فبينما اعتاد الشارع الرياضي الجزائري على سيلٍ من الشائعات التي تطلقها بعض وسائل الإعلام -سواء كانت قنوات تلفزيونية خاصة أو مواقع إلكترونية- والتي غالباً ما تكون مُبالغ فيها وتفتقر إلى الدقة، إلا أن الأمر يختلف تماماً عندما يتعلق الأمر بتصريح رسمي صادر عن الاتحاد الجزائري لكرة القدم نفسه.
فقد صرّح مسؤول الاتصال بالاتحاد، سعيد فلاك، أن الرئيس “وليد سعدي” قد نجح في إقناع ثلاثة لاعبين مزدوجي الجنسية على الأقل بتمثيل المنتخب الوطني منذ يونيو الماضي. بل ذهب “فلاك” إلى أبعد من ذلك، مُشيراً إلى أن “السعدي” لم يقتصر دوره على إقناع هؤلاء اللاعبين بتغيير وجهتهم الرياضية فحسب، بل إنه قام بترشيحهم للمدرب “جمال بلماضي” قبل انطلاق معسكر المنتخب في يونيو الماضي، استعداداً لمباراتي تصفيات كأس العالم 2026.
ولكن سرعان ما تحوّل الأمر إلى مسرحية هزلية، عندما أعلن مُقدّم برنامج على القناة الجزائرية الأولى، وبكل بساطة، أن عدد اللاعبين الذين تم إقناعهم هو خمسة وليس ثلاثة! مما أثار المزيد من التساؤلات حول حقيقة ما يجري داخل أروقة الاتحاد.
ولإضفاء طابع درامي على القصة، وإظهار أن قرار اختيار اللاعبين يعود بشكل كامل للمدرب “جمال بلماضي”، أكد مسؤول الاتصال أن المدرب قد رفض انضمام هؤلاء اللاعبين في الوقت الحالي، مفضلاً الاعتماد على العناصر التي أظهرت التزاماً أكبر خلال المعسكر التدريبي الأول في مارس الماضي. وكأننا أمام صفقة بيع وشراء في سوق عامة، حيث يعرض البائع بضاعته ويرفضها المشتري!
ولكن السؤال الذي يُطرح نفسه بقوة: إذا كان هؤلاء اللاعبين موجودين فعلاً، فلماذا كل هذا التكتم والتعتيم على هوياتهم؟ لماذا لا يتم الإعلان عن أسمائهم بشكل رسمي وصريح، بدلاً من إطلاق الوعود الفارغة وإثارة الجدل بين جماهير ”الخضر” المتعطشة لأي خبر سار عن منتخبها الوطني؟
فهل يستطيع الاتحاد الجزائري لكرة القدم أن يُنهي حالة الغموض هذه، ويكشف عن أسماء هؤلاء اللاعبين الذين قيل إنهم سيحملون قميص المنتخب قريباً؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد “فقاعة إعلامية” ستختفي مع مرور الوقت؟
إن الجماهير الجزائرية تستحق التوضيح والشفافية، و من حقها أن تعرف حقيقة ما يجري داخل الاتحاد الذي يمثلها. فالكرة في ملعب “السعدي” وإدارته لإثبات حسن نيتهم وكسب ثقة الشارع الرياضي من جديد.
