مستقبل واعد لقطاع الرياضة في الجزائر مع تزايد الاستثمارات الحكومية
يشهد قطاع الرياضة في الجزائر تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، مدفوعاً بدعم حكومي متزايد يهدف إلى الارتقاء بالبنية التحتية الرياضية وتشجيع المواهب الشابة.
من “GSP” إلى “CSA/MCA“: رحلة تطوير مستمرة
منذ إطلاق “المخطط الوطني لتطوير الرياضة” (GSP) في عام 2008، سعت الجزائر جاهدةً لتعزيز مكانتها على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية. وقد شهدت هذه الجهود تحولاً هاماً في عام 2021 مع إطلاق “عقد الأهداف” الجديد تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، والذي حل محل “GSP” لتمهيد الطريق أمام مرحلة جديدة من التطوير.
“CSA/MCA”: حجر الزاوية في استراتيجية التطوير الجديدة
يُعدّ “عقد الأداء” (CSA/MCA) بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية التطوير الجديدة. ويهدف هذا العقد إلى تعزيز الحوكمة وتحسين الأداء الرياضي من خلال تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس.
تركيز على البنية التحتية: مشاريع طموحة في الأفق
ينصبّ تركيز “CSA/MCA” بشكل أساسي على تطوير البنية التحتية الرياضية، حيث تم تخصيص استثمارات ضخمة لبناء مرافق رياضية حديثة ومتطورة في مختلف أنحاء البلاد.
فعلى سبيل المثال، تم تخصيص غلاف مالي قدره 300 مليار سنتيم (ما يعادل 30 مليون دولار) لتشييد ملاعب جديدة خلال عام 2021/2022، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المبلغ إلى 400 مليار سنتيم (ما يعادل 40 مليون دولار) خلال عام 2022/2023.
أهداف طموحة: نحو مستقبل رياضي أكثر إشراقاً
تهدف الجزائر من خلال “CSA/MCA” إلى تحقيق قفزة نوعية في الأداء الرياضي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتتمثل أبرز أهداف هذا العقد في:
تحسين ترتيب الجزائر في المحافل الرياضية الدولية.
زيادة عدد الرياضيين المؤهلين للمشاركة في الألعاب الأولمبية.
تعزيز دور الرياضة في تعزيز قيم المواطنة والانتماء.
تحديات قائمة: ضرورة تضافر الجهود
لا شك أن تحقيق هذه الأهداف الطموحة يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والاتحادات الرياضية والقطاع الخاص.
وتتمثل أبرز التحديات التي تواجه قطاع الرياضة في الجزائر في:
الحاجة إلى توفير كوادر مؤهلة في مجال التدريب والإدارة الرياضية.
ضعف استغلال التكنولوجيا الحديثة في مجال الرياضة.
قلة الموارد المالية المتاحة للاتحادات الرياضية.
نظرة مستقبلية: رياضة جزائرية واعدة
على الرغم من هذه التحديات، إلا أن مستقبل الرياضة في الجزائر يبدو واعداً، خاصةً مع تزايد الوعي بأهمية الرياضة ودورها في بناء مجتمع سليم.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع الرياضة في الجزائر مزيداً من التطور والازدهار في السنوات القادمة، مدفوعاً بالدعم الحكومي المتواصل وجهود الاتحادات الرياضية في سبيل الارتقاء بالرياضة الجزائرية إلى أعلى المراتب.
تأثير جائحة كوفيد-19 على الرياضة الجزائرية: تحدياتٌ وصمودٌ وآمالٌ
لم تكن الرياضة الجزائرية بِمنأى عن تداعيات جائحة كوفيد-19 التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، لتُواجه تحدياتٍ غير مسبوقةٍ هددت بِعرقلة مسيرتها وتعطيل عجلة تطورها.
فمع إعلان حالة الطوارئ الصحية في مارس 2020، توقفت جميع الأنشطة الرياضية، من مُنافساتٍ وتدريباتٍ، مما أثر سلبًا على جاهزية الرياضيين وأدى إلى تراجعٍ ملحوظٍ في مُستوياتهم.
ولم يقتصر التأثير على الجانب الفني فحسب، بل امتد ليشمل الجوانب الاقتصادية والمالية، حيث عانت الأندية والاتحادات الرياضية من خسائرٍ فادحةٍ بسبب توقف عائدات المباريات والإعلانات.
لكن، ورغم هذه التحديات الجِسام، أظهرت الرياضة الجزائرية صمودًا كبيرًا، وعملت على تخطي هذه الظروف الاستثنائية.
فقد سارعت وزارة الشباب والرياضة، بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية، إلى اتخاذ جملةٍ من الإجراءات والتدابير الوقائية، من بينها:
إطلاق منصة رقمية ”المُرافقة” لتوفير الدعم والتوجيه للأندية والرياضيين.
صرف منحٍ ماليةٍ استثنائيةٍ للأندية والاتحادات المتضررة.
وضع بروتوكولٍ صحيٍّ صارمٍ لاستئناف النشاط الرياضي تدريجيًا.
وقد أثمرت هذه الجهود عن عودةٍ تدريجيةٍ للنشاط الرياضي، مع الحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية صحة الرياضيين.
فعلى سبيل المثال، استأنف الدوري الجزائري لكرة القدم نشاطه في موسم 2020/2021، وإن كان ذلك بدون جمهورٍ في البداية.
وعلى الرغم من التحديات، إلا أن الرياضة الجزائرية حققت بعض الإنجازات خلال هذه الفترة، كفوز المنتخب الوطني لكرة القدم بِكأس العرب 2021.
لكن، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجهها الرياضة الجزائرية في ظل استمرار الجائحة، منها:
الحاجة إلى توفير المزيد من الدعم المالي للأندية والاتحادات الرياضية.
ضمان استدامة تطبيق البروتوكولات الصحية.
العمل على تطوير البنية التحتية الرياضية.
وتبقى الآمالُ معقودةً على تجاوز هذه التحديات، والعودة القوية للرياضة الجزائرية إلى سابق عهدها، وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تُسعد الجماهير الجزائرية.
