منع أنصار المولودية من مباراة سطيف: صدام ESS-MCA بدون جمهور
منع جماهير المولودية من حضور مباراة ديربي سطيف: هل هي خطوة وقائية أم عقاب جماعي؟
في قرارٍ أثار جدلاً واسعاً، مُنعت جماهير مولودية الجزائر من حضور مباراة الديربي المرتقبة ضد وفاق سطيف على ملعب 8 ماي 1945، ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من الرابطة المحترفة الأولى موبيليس. هذا القرار، الصادر عن والي سطيف، لم يكن مفاجئاً للكثيرين، خاصةً في ظلّ تزايد حدة التوتر في الملاعب الجزائرية خلال الفترة الأخيرة. فهل يُمثّل هذا القرار خطوةً وقائيةً لمنع تكرار أحداث الشغب، أم أنه يُعَدّ عقاباً جماعياً لجماهير المولودية؟
أشباح الماضي تُلقي بظلالها على الحاضر
يبدو أن أحداث الموسم الماضي، وتحديداً مباراة الجولة التاسعة عشرة بين الفريقين، والتي انتهت بفوز وفاق سطيف بهدفٍ نظيف، لا تزال محفورة في الذاكرة. ففي تلك المباراة، تجاوز عدد جماهير المولودية الحاضرين العدد المسموح به بكثير، حيث بلغ 3500 متفرج، في حين أن اللوائح تسمح بـ 10% فقط من سعة الملعب، أي ما يُقارب 1600 مقعد. وقد شهدت المباراة أعمال شغب وعنف، تضمّنت رمي المقذوفات والحجارة، مما أدى إلى توقف المباراة عدة مرات، وطرد نجم المولودية آنذاك، يوسف بلايلي. يبدو أن هذه الأحداث هي التي دفعت السلطات المحلية في سطيف إلى اتخاذ هذا القرار الصارم، خشيةً من تكرار سيناريوهات العنف.
قرارٌ ليس بِدْعاً من نوعه
تجدر الإشارة إلى أن هذا القرار ليس الأول من نوعه في الدوري الجزائري، فقد سبق وأن مُنعت جماهير عدة فرق من حضور مباريات خارج قواعدها، لأسبابٍ أمنية. فعلى سبيل المثال، مُنعت جماهير مولودية الجزائر نفسها من السفر إلى قسنطينة في عدة مناسبات لمتابعة مباريات فريقها ضد شباب قسنطينة. هذا التكرار يطرح تساؤلاتٍ حول جدوى هذه القرارات في معالجة جذور المشكلة، وهل هي الحل الأمثل للحد من ظاهرة العنف في الملاعب؟
بين الحماية الجماعية والحق في التشجيع
بينما يُبرّر البعض هذا القرار بالحاجة إلى حماية الجماهير واللاعبين، يَعتبره آخرون انتهاكاً لحق الجماهير في تشجيع فرقها، وعقاباً جماعياً لا يُراعي مبدأ الفردية في المسؤولية. فهل من المُنصف معاقبة جميع جماهير المولودية بسبب أفعال قلّة منهم؟ أليس من الأجدى التعامل مع المشاغبين بشكلٍ فردي، وتطبيق القانون عليهم بصرامة، بدلاً من حرمان الجماهير المُسالمة من متعة كرة القدم؟
نحو حلول جذرية
إنّ تكرار هذه الحوادث يستدعي إعادة النظر في الاستراتيجيات الأمنية المُتبعة داخل وخارج الملاعب، وتكثيف جهود التوعية بأهمية الروح الرياضية، وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية، من أندية وجماهير وسلطات، لخلق بيئةٍ رياضيةٍ سليمة وآمنة. فكرة القدم هي لعبة جميلة، وجماهيرها هي ملحها ونكهتها، ولا يجب أن تُحرم من متعة التشجيع بسبب أفعال قلّة لا تمثّلها.