الجزائر: أندية فرنسية تصطاد “الطائر النادر” في الدوري المحلي
النجوم تتألق في الشمال: لماذا تصعب المنافسة على المواهب في الدوري الجزائري؟
باتت الأندية الجزائرية أمام تحدٍ حقيقي، يتمثل في استقطاب المواهب الكروية اللامعة، فبينما تتجه الأنظار نحو نجوم المستقبل في القارة الأفريقية، تجد الأندية الجزائرية نفسها في صراعٍ غير متكافئ مع دولٍ أخرى مثل المغرب وتونس ومصر ودول الخليج، والتي أصبحت وجهةً مُفضلةً للعديد من اللاعبين الباحثين عن فرصٍ أفضل.
ما هي الأسباب وراء هذا التحدي؟
لا شك أن الجانب المادي يلعب دورًا هامًا في جذب اللاعبين، فالعروض المغرية التي تقدمها بعض الدوريات العربية، إلى جانب فرص الاحتراف في أوروبا، تجعل من الصعب على الأندية الجزائرية منافسة هذه الأسواق.
ولكن، هل المال هو العامل الوحيد؟
بالتأكيد لا، فهناك عوامل أخرى تساهم في تعزيز جاذبية الدوريات الأخرى، مثل:
البنية التحتية: تتمتع بعض الدول العربية ببنية تحتية رياضية متطورة، من ملاعب حديثة ومراكز تدريب متكاملة، مما يساهم في توفير بيئة احترافية للاعبين.
التسويق الإعلامي: تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على بعض الدوريات، مما يزيد من شهرتها وجاذبيتها للاعبين.
الاستقرار: تُعاني بعض الدول من عدم الاستقرار السياسي والأمني، مما يؤثر سلبًا على قرار اللاعبين بالانضمام إلى دورياتها.
ما الحل؟
لا بد من تضافر الجهود من أجل الارتقاء بالدوري الجزائري، وجعله وجهةً جاذبةً للمواهب الكروية، وذلك من خلال:
الاستثمار في البنية التحتية: تطوير الملاعب ومراكز التدريب، وتوفير بيئة احترافية للاعبين.
تحسين التسويق الإعلامي: تسليط الضوء على الدوري الجزائري، وإبراز نجومه لجذب الأنظار.
خلق بيئة مستقرة: العمل على توفير بيئة آمنة ومستقرة للاعبين، تضمن لهم الراحة والتركيز على مسيرتهم الكروية.
هل ستنجح الأندية الجزائرية في استقطاب المواهب؟
يبقى السؤال مطروحًا، لكن الأكيد أن النجاح يتطلب عملًا دؤوبًا وتعاونًا بين جميع الأطراف المعنية.
الكرة الجزائرية: بين أحلام الطائر النادر وواقع الملاعب
## البحث عن “المُنقذ” .. رحلة شاقة في دروب احتراف باهتة
لطالما شغلت فكرة جلب لاعبين محترفين بالأندية الجزائرية، أملاً في إضافة بريق احترافي على أداء الدوري. و شكلت تجربة اللاعبين الأفارقة الوافدين من مختلف الدول القارية حجر الأساس في هذه المحاولات، تلتها بعض التجارب الخجولة مع لاعبين من أمريكا الجنوبية و آسيا و أوروبا الشرقية.
و رغم قلة من ترك بصمته في ذاكرة الجمهور الجزائري من بينهم، إلا أن الأسماء التي لاقت صدى واسعاً تبقى محدودة مثل الماليان موسى كوليبالي و دياكيتي مع مولودية الجزائر، و مامادو تراوري مع اتحاد العاصمة، إلى جانب النيجيري مايكل إينيرامو مع نفس الفريق. و يبقى السؤال مطروحاً، لماذا لم تُكلل غالبية هذه التجارب بالنجاح المأمول؟
## قيود “الفاف” .. هل أعاقت طموح الاحتراف؟
يُرجع البعض سبب قلة اللاعبين المحترفين في الدوري الجزائري إلى الشروط التي يفرضها الاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف”، و التي تُحدد عمر اللاعب بـ 27 عامًا كحد أقصى، بالإضافة إلى اشتراطات أخرى تتعلق بالوضع الدولي لللاعب. و غالباً ما تُصبح هذه القيود حجر عثرة أمام طموحات الأندية في استقطاب أسماء لامعة تُثري الدوري وتُكسبه بعداً احترافياً حقيقياً.
## أزمة مستحقات .. و شكاوى تُلاحق الأندية
و لا تقتصر المشاكل على قيود “الفاف” فحسب، بل تُواجه الأندية الجزائرية انتقادات لاذعة بسبب عدم التزام بعضها بسداد مستحقات اللاعبين الأجانب، الأمر الذي يدفع بالعديد منهم إلى التقدم بشكو للجنة فض المنازعات في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للحصول على مستحقاتهم المالية. و لا شك أن هذه القضايا تُلقي بظلالها على صورة الدوري الجزائري وتُضعف من جاذبيته لللاعبين المحترفين.
## المواهب “المهاجرة” .. بين الأمل و الواقع
و في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة، اتجهت بعض الأندية الجزائرية إلى استقطاب لاعبين من أصول جزائرية يلعبون في دوريات أوروبية، وخاصة في فرنسا. و يأتي هذا الخيار نتيجة لعدم خضوع هؤلاء اللاعبين لقيود “الفاف” المتعلقة بالعمر و الوضع الدولي.
و سرعان ما تحولت هذه الفئة من اللاعبين إلى هدف للأندية الجزائرية التي وجدت فيهم ” طوق نجاة ” لتعزيز صفوفها بأسماء ذات خبرة احترافية أوروبية. و ساهمت وسائل الإعلام بدورها في الترويج لهذه الفئة من اللاعبين، حيث تم تقديمهم على أنهم ” المنقذون ” القادرون على إحداث الفارق و الارتقاء بمستوى الدوري الجزائري.
## تجربة “المزدوجي الجنسية” .. نجاحات بسيطة و إخفاقات مدوية
و على الرغم من الآمال التي عُلقت على اللاعبين من أصول جزائرية، إلا أن التجربة لم تُحقق النجاح المأمول في معظمها. و يبقى العدد قليل من استطاع تثبيت أقدامه و تقديم مستويات مُتميزة مثل أمير القروي و خالد غورمي و سيدريك سي محمد و وهاب خضيرية.
في المقابل، مثلت غالبية التجارب مع هذه الفئة من اللاعبين ” خيبة أمل ” للأندية الجزائرية التي وجدت نفسها أمام لاعبين لا يملكون الكفاءة اللازمة للعب في الدوري الجزائري. و أدى ذلك إلى هدر مبالغ مالية كبيرة على صفقات فاشلة، ناهيك عن تأثيرها السلبي على مستوى الدوري الجزائري.
## بين “دحلب” و “براهيمي” .. فجوة كبيرة تفصل الأجيال
و في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال مطروحاً، هل ستتمكن الكرة الجزائرية من جذب أسماء لامعة تُعيد لها بريقها وتُساهم في تطوير مستوى الدوري الجزائري؟ و هل ستُصبح وجهة مُفضلة لللاعبين المحترفين في الفترة المقبلة؟
يبقى الأمل معقوداً على إيجاد حلول جذرية للأزمات التي تُواجه الكرة الجزائرية، و العمل على تطوير البنية التحتية و تحسين الظروف المادية للأندية الجزائرية، من أجل خلق بيئة احترافية حقيقية تُساهم في جذب أفضل اللاعبين و الارتقاء بمستوى الدوري الجزائري.