نسيمة صايفي تُشرّف الجزائر بذهبية تاريخية في بارالمبياد باريس 2024
لم يكن صباح يوم السبت 31 أغسطس عادياً في دورة الألعاب البارالمبية بباريس 2024، بل كان صباحاً مُكللاً بالذهب الجزائري، حيث أهدت البطلة نسيمة صايفي بلدها أول ميدالية ذهبية في هذه الدورة، محطمةً بذلك الرقم القياسي العالمي في رمي القرص.
دخلت نسيمة صايفي المنافسة بهدوء وثقة كبيرين، عازمةً على اعتلاء منصة التتويج ورفع راية الجزائر عالياً. لم تكن تتوقع أن تُحوّل محاولتها الأولى في مسابقة رمي القرص (F57) إلى لحظة تاريخية، محطمةً رقمها القياسي العالمي السابق المُسجل في ريو 2016 بفارق كبير، حيث سجلت رميةً بلغت 35 متراً و55 سنتيمتراً، متفوقةً بذلك على منافستيها الصينيتين شو ميان (32 متراً و81 سنتيمتراً) والأوزبكية خامداموفا موكيجول (32 متراً و75 سنتيمتراً).
إصرار وتحدٍّ في وجه الصعاب
لم تكن رحلة نسيمة صايفي مفروشة بالورود، فقد واجهت العديد من التحديات والصعاب في مسيرتها الرياضية. إلا أن عزيمتها وإصرارها كانا أقوى من كل التحديات، ولم تستسلم يوماً للضغوط. كان هدفها الأسمى هو إسعاد الشعب الجزائري الذي لطالما وقف إلى جانبها، وهو ما تجلى بوضوح من خلال هتافات الجالية الجزائرية الحاضرة في ملعب فرنسا، والتي انتظرت بفارغ الصبر لحظة عزف النشيد الوطني الجزائري.
فرحة عارمة ورسالة فخر
ارتسمت على وجه نسيمة صايفي ابتسامة عريضة تعكس فرحتها الغامرة بهذا الإنجاز التاريخي، وهي تتسلم ميداليتها الذهبية. وقد عبّرت عن مشاعرها قائلةً: “المنافسة كانت قوية جداً، وكان عليّ أن أُحافظ على تركيزي وأن أُطبّق تقنيتي بدقة لتجنب الأخطاء. لم أتوقع تحطيم الرقم القياسي العالمي، وأنا فخورة جداً بهذا الإنجاز”.
تكريم رئاسي يُكلّل مسيرة حافلة
انهالت عبارات التهنئة على البطلة الجزائرية من كل حدب وصوب، كان أبرزها تهنئة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أشاد بإنجازها التاريخي عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” قائلاً: “يتجدد شرف الرياضة الجزائرية بفضل بطلتنا نسيمة صايفي التي سجلت رقماً قياسياً جديداً وفازت بالميدالية الذهبية في الألعاب البارالمبية بباريس. مبروك الميدالية الذهبية نسيمة، ومبروك للجزائر. نحن فخورون بكِ للغاية، ونتمنى لزملائكِ كل التوفيق في تحقيق المزيد من النجاحات”.
ميدالية برونزية تُضاف لرصيد الجزائر
لم يقتصر الإنجاز الجزائري في اليوم الثالث من بارالمبياد باريس 2024 على ذهبية نسيمة صايفي، بل أضاف البطل أحمد مهيدب ميدالية برونزية لرصيد الجزائر في مسابقة رمي النادي (فئة F32) بعد أن سجل رميةً بلغت 38 متراً و61 سنتيمتراً.
آمال معلقة على أبطال جدد
رغم خروج بعض الرياضيين الجزائريين الآخرين دون تحقيق نتائج مماثلة، إلا أن الآمال لا تزال معلقة على باقي أفراد البعثة الجزائرية لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأيام المقبلة، لاسيما مع دخول أبطال مثل حمري ليندا في نهائي القفز الطويل (T12)، وأيهماني اسكندر في نهائي الوثب الطويل (T12)، وبرحال محمد في نهائي رمي القرص (F52).
ختاماً، تُعدّ إنجازات نسيمة صايفي وأحمد مهيدب في دورة الألعاب البارالمبية بباريس 2024 مصدر فخر واعتزاز للشعب الجزائري، وتؤكد مجدداً على القدرات الكبيرة التي يتمتع بها الرياضيون الجزائريون في مختلف المحافل الدولية.
