ملحمة أشبال الصحراء: عامان على إنجاز تاريخي في كأس العرب تحت 17 سنة
تمر علينا اليوم ذكرى مُلهمة تُجسد إصرار وعزيمة جيل ذهبي من أبناء الجزائر، ذكرى مرور عامين على فوز منتخبنا الوطني تحت 17 سنة بكأس العرب لأول مرة في تاريخه.
ففي مثل هذا اليوم من عام 2022، وفي ملعب سيق بولاية معسكر، خطفت كتيبة “أشبال الصحراء” الأنظار وأشعلت حماس الجماهير الجزائرية، بتتويجها باللقب العربي عقب مباراة نهائية مثيرة حبسّت الأنفاس أمام المنتخب المغربي.
انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت للجزائر بنتيجة 4-2، ليُتوّج بذلك “الخضر” الصغار أبطالًا للعرب في إنجاز تاريخي مُسجّل بأحرف من ذهب.
إنجاز تاريخي يُلهم الأجيال
لم يكن هذا الانتصار وليد الصدفة، بل جاء ثمرة جهود جبارة بذلها اللاعبون والجهاز الفني بقيادة المدرب أرزقي رمان، وعكس الروح القتالية العالية التي تحلّى بها “أشبال الصحراء” طوال مشوارهم في البطولة.
لقد قدّم المنتخب الجزائري أداءً راقيًا طوال البطولة، تميّز بالتنظيم الدفاعي والهجومي، واللعب الجماعي المُمتع، ليتوّجوا مسيرتهم الرائعة بلقب غالٍ، هو الأول من نوعه لهذه الفئة العمرية في تاريخ الكرة الجزائرية.
ثمار أكاديمية سيدي بلعباس
يُحسب لهذا الإنجاز التاريخي أنه جاء بعد عام واحد فقط من افتتاح أكاديمية سيدي بلعباس لكرة القدم، التي أسسها الرئيس السابق عبد المجيد تبون، بهدف تطوير مستوى الكرة الجزائرية وبناء جيل جديد من اللاعبين الموهوبين.
وقد أثبتت هذه الأكاديمية نجاحها في وقت قياسي، من خلال تخريج دفعة من اللاعبين المميزين الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز العربي، مما يبشر بمستقبل واعد للكرة الجزائرية.
تكريم رئاسي وفرحة وطنية
ولم يقتصر الاحتفال بهذا الإنجاز على الوسط الرياضي فقط، بل امتد ليشمل كافة أطياف الشعب الجزائري، حيث حظي أبطال العرب باستقبال رسمي وشعبي حافل، تُوّج بتكريم رئاسي من طرف الرئيس عبد المجيد تبون.
ويُعدّ هذا التكريم بمثابة دافع معنوي كبير للاعبين لمواصلة العمل الجاد والتألق في المحافل الدولية، ورفع راية الجزائر عاليًا في جميع المحافل.
طموحات كبيرة لمستقبل مُشرق
واليوم، وبعد مرور عامين على هذا الإنجاز التاريخي، تبقى الآمال معلقة على هذا الجيل الذهبي من اللاعبين لقيادة الكرة الجزائرية نحو آفاق جديدة وتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.
فقد أثبت “أشبال الصحراء” أنهم قادرون على مقارعة أقوى المنتخبات، وأن الكرة الجزائرية تزخر بالمواهب الشابة التي تحتاج فقط للدعم والرعاية من أجل التألق على الساحة الدولية.
