الجزائر: شياخة، فارسي، وعوشيش.. هل يعوضون غياب النجوم عن الخضر؟
بين آمال التألق وواقع الأسماء: هل تنجح الجزائر في تجديد دماء “الخضر”؟
تدور في أروقة كرة القدم الجزائرية نقاشاتٌ ساخنة، ويتهامس عشاق “الخضر” بأسماءٍ جديدة تُرى على قوائم المنتخب الوطني في قادم الأيام. فبعد حلمٍ جميلٍ راودهم بالظفر بخدمات الثلاثي، ميكائيل أوليز، وريان شرقي، وماغنس أكليوش، يبدو أن وجهة هؤلاء اللاعبين ستكون بعيدة عن قميص الجزائر، خاصةً مع إعلان المدرب الفرنسي، ديدييه ديشان، عن نيته في ضخ دماء جديدة في صفوف “الديوك” بعد خيبة أمل يورو 2024، وهو ما يؤكد صعوبة منافسة الجزائر على ولاءات مثل هذه الأسماء.
ولعلّ هذا ما دفع بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وعبر ما يُعرف بـ “الناشطين الإعلاميين”، إلى تسريب أسماءٍ جديدة، على غرار أمين شيخة، ومحمد فارسي، وعديل أوشيش، كنوعٍ من الترويج لفكرة تجديد دماء المنتخب، واستباقًا لأي انتقادات قد توجه للقائمين عليه بخصوص ضعف الأسماء المستهدفة.
لكن، من هم هؤلاء اللاعبين الجدد؟ وهل يملكون فعلاً من المؤهلات ما يؤهلهم لقيادة “الخضر” نحو آفاق جديدة؟
### أمين شيخة: هدافٌ شاب يبحث عن فرصة
يُعتبر أمين شيخة، مهاجم نادي كوبنهاغن الدنماركي تحت 19 سنة، من أبرز المواهب الصاعدة في سماء الكرة الأوروبية، وقد تمكن من خط اسم له بأحرف من ذهب بعد تتويجه هدافًا لدوري أبطال أوروبا للشباب لموسم 2023/2024، مسجلاً 20 هدفًا مع ناديه، منها 8 أهداف في المسابقة الأوروبية.
ورغم نشأته في الدنمارك، إلا أن شيخة يُعتبر من أصولٍ جزائرية، حيث ينحدر من ولاية قالمة، وقد أبدى في أكثر من مناسبة فخره بأصوله الجزائرية. وتُشير بعض المؤشرات إلى أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد شرعت في اتصالاتها مع اللاعب من أجل إقناعه بحمل قميص “الخضر”.
### محمد فارسي: حيرة الهوية بين كندا والجزائر
على الرغم من ميلاده في كندا، إلا أن الظهير الأيمن لفريق كولومبوس كرو الأمريكي، محمد فارسي، لا يزال يبحث عن هويته الكروية، مترددًا بين تمثيل بلد ميلاده، كندا، أو بلد أصوله، الجزائر.
ولم يُخفي فارسي، الذي سبق له وأن دافع عن ألوان منتخب كندا للصالات فئة تحت 23 عامًا، رغبته في تمثيل منتخب الجزائر، وهو الأمر الذي جعله يُفضل عدم المشاركة مع منتخب كندا في كأس الذهب خلال النّسخة الماضية.
### عديل أوشيش: موهبة فرنسية تبحث عن الإنقاذ في الجزائر
بعد مسيرةٍ ناجحةٍ مع الفئات السنية للمنتخب الفرنسي، يجد لاعب سندرلاند الإنجليزي، عديل أوشيش، نفسه اليوم أمام مفترق طرق، خاصةً بعد تراجع مستواه وعدم تمكنه من فرض نفسه في الدوري الإنجليزي.
ويُعتبر انضمام أوشيش إلى منتخب الجزائر بمثابة “طوق نجاة” له، خاصةً وأن حظوظه في تمثيل المنتخب الفرنسي تُعدّ شبه منعدمة.
### رهانٌ صعب على مواهب شابة
يبقى السؤال مطروحًا، هل تنجح هذه الأسماء في إحداث الفارق مع المنتخب الجزائري؟ وهل ستكون على قدر تطلعات الجماهير الجزائرية المتعطشة للألقاب؟
لا شك أن المهمة لن تكون سهلة، خاصةً وأن هؤلاء اللاعبين ينقصهم الخبرة الدولية، كما أن بعضهم لا يزال يبحث عن ذاته في أندية متوسطة المستوى.
يبقى الأمل معقودًا على الناخب الوطني لإيجاد التوليفة السحرية التي تُعيد “الخضر” إلى سكة الانتصارات، وتُنسي الجماهير خيبة أمل غياب المنتخب عن كأس العالم قطر 2022.