هل تلوح في الأفق أزمة جديدة بين وزارة الرياضة و”فيكا فوت”؟
صراع جديد على الأبواب؟ وزارة الرياضة والـ ”فيكافوت” على خط المواجهة مجدداً بسبب “الأسود غير المروّضة”
مع اقتراب موعد انطلاق تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2026، يبدو أن رياح السلام لم تهب بعد على بيت كرة القدم الكاميروني، وتحديداً على ”الأسود غير المروّضة”. ففي تطور جديد، عادت الخلافات تطفو على السطح بين وزارة الرياضة والتربية البدنية من جهة، والاتحاد الكاميروني لكرة القدم (فيكافوت) من جهة أخرى، مهددة بإشعال صراع جديد على صلاحيات إدارة المنتخب الوطني.
شهد العالم في يونيو الماضي فصلًا جديدًا من مسلسل الصراع بين الوزارة والاتحاد، حيث تناقلت وسائل الإعلام مشاهد من التجاوزات والتصريحات النارية بين الطرفين بهدف فرض السيطرة على المنتخب. وبدأ الأمر بأزمة نقص المعدات التي واجهها اللاعبون، ثم تطورت إلى خلافات علنية وتلاسنات وصلت إلى حد وجود جهازين فنيين لقيادة المنتخب في نفس الوقت.
وعلى الرغم من هذه الأجواء المشحونة، تمكن “الأسود غير المروّضة” من تحقيق نتائج إيجابية في تلك الفترة، بحصد 4 نقاط من مباراتين. وكان الاعتقاد السائد أن الطرفين سيتوصلان إلى حل ودي بعد نهاية المباريات، لكن الواقع كان مختلفًا، حيث استمرت الخلافات لتؤكد أن الصراع لم ينته بعد.
هل تتجدد المواجهة؟
في تطور جديد للأحداث، أعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن مباراة الكاميرون وناميبيا، المقرر إقامتها في 7 سبتمبر المقبل ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2026، ستقام في مدينة دوالا على ملعب جابوما. قرار أثار استياء الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب مارك برايس، والذي كان يخطط لخوض المباراة في العاصمة ياوندي، خاصة بعد الفوز الكبير على الرأس الأخضر بنتيجة 4-1 في آخر مباراة للمنتخب. وأكدت مصادر صحفية أن الاتحاد لم يستشر الجهاز الفني قبل اتخاذ القرار، مما ينذر بتصعيد جديد للأزمة.
من يحدد مكان إقامة مباريات “الأسود”؟
يخضع اختيار ملعب إقامة مباريات كرة القدم في الكاميرون، وخاصة مباريات المنتخب الوطني، لعوامل متعددة، ليست كلها رياضية. فإلى جانب العوامل الفنية البحتة، تلعب الاعتبارات الأمنية واللوجستية والاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى السياسية أحيانًا، دورًا مهمًا في اتخاذ القرار النهائي.
وتفرض هذه العوامل ضرورة التشاور والتنسيق بين الجهات المعنية، والتي تشمل الجهاز الفني للمنتخب (الذي يحدد الاحتياجات الفنية والاستراتيجية)، ووزارة الرياضة التي تمثل الدولة (والتي تتولى الجوانب الأمنية والسياسية والاجتماعية)، والاتحاد الكاميروني لكرة القدم (الذي يدافع عن المصالح الاقتصادية والتسويقية). وبعد دراسة وتقييم جميع هذه العوامل، يتم التوصل إلى اختيار مكان إقامة المباراة، وذلك بعد موافقة وزارة الرياضة على المقترح المشترك من الجهاز الفني والاتحاد.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستنجح الأطراف المعنية في احتواء الأزمة والحفاظ على استقرار “الأسود غير المروّضة” قبل انطلاق التصفيات؟ أم أن الصراع سيتجدد ليؤثر على مسيرة المنتخب في مشواره نحو كأس الأمم الأفريقية؟