نوستالجيا: تكريم نور الدين سعدي “كابيلو” الكرة الجزائرية في ذرى القبائل
نور الدين سعدي .. “كابيلو” الجزائر الذي غيّبه الوباء عن ملاعب كرة القدم
في قرية إهاتوسن الهادئة، الواقعة في بلدية بوزقن بولاية تيزي وزو، احتشد أهل الكرة الجزائرية ومحبوها لتكريم اسم
لامعٍ في تاريخها، هو المدرب الراحل نور الدين سعدي، الذي غيبه عنا فيروس كورونا في صمت في مثل هذا اليوم من عام 2021.
لم يمنع حر شمس تموز/يوليو أهل القرية وأصدقاء الفقيد وأحبائه من الحضور لإحياء ذكرى رحيله، وتكريمه على ما
قدمه لكرة القدم الجزائرية. فقد كان نور الدين سعدي، أو “كابيلو” كما كان يلقب، قامة تدريبية فذة، تركت بصمتها على العديد من الأندية الجزائرية، وحتى العربية.
مسيرة حافلة في ميادين كرة القدم
انطلقت مسيرة نور الدين سعدي التدريبية من نادي شبيبة القبائل عام 1990، لتنطلق بعدها رحلة طويلة مليئة بالتحديات والإنجازات. تنقل “كابيلو” بين العديد من الأندية الجزائرية، كالاتحاد الرياضي لمدينة الجزائر، واتحاد بلعباس،
وشباب بلوزداد، ومولودية الجزائر، وشباب قسنطينة، واتحاد الشلف، وغيرها. ولم تقتصر رحلته على الجزائر، بل امتدت لتشمل
أندية عربية على غرار نادي القادسية السعودي، والأهلي بنغازي الليبي، والنادي الرياضي البنزرتي التونسي.
ولعل أبرز محطات مسيرة سعدي التدريبية كانت مشاركته ضمن الطاقم الفني للمنتخب الجزائري الذي توج بكأس أمم
إفريقيا عام 1990، إلى جانب أسماء لامعة في تاريخ الكرة الجزائرية كعبد الحميد كرمالي، ومراد عبد الوهاب، وعلي فرقاني.
“كابيلو”.. أكثر من مجرّد مدرب
لم يكن نور الدين سعدي مجرّد مدرب كرة قدم، بل كان شخصيةً استثنائيةً، تميّز بحبّه للعلم والمعرفة، وولعه بالطبيعة.
يروي صديقه عبود صلاح باي، المسؤول السابق عن الاتصال في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أن سعدي كان محباً للطبيعة، ومهتماً بعالم النباتات بشكلٍ خاص. كان يقرأ عنها بشغف، ويحرص على جلب أنواعٍ جديدةٍ منها كلّما سافر إلى بلدٍ ما.
ويضيف صلاح باي أنّ سعدي كان يتميّز بعقليته التحليلية، وحبّه للإحصائيات والأرقام، حتى قبل أن تصبح هذه الأمور شائعةً في عالم كرة القدم.
تكريم يليق باسمه
في ذكرى رحيله الثالثة، حرص أهالي قريته إهاتوسن على تكريمه، بحضورٍ رسمي وشعبيّ كبير. وقدم رئيس شبيبة القبائل، الهادي ولد علي، قميص النادي لأسرة الفقيد، في لفتة رمزية تعبر عن مكانة “كابيلو” في قلوب كلّ من عرفه.
رحل نور الدين سعدي، لكنه ترك إرثا كبيرا في عالم كرة القدم الجزائرية، وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة كل من عرفه، أو تابع مسيرته الحافلة.