قصة صبر كوكا: دروس كولر في قيادة المواهب الشابة بالأهلي
في عالم كرة القدم، حيثُ الأضواء الساطعة والشهرة المُبهرة، غالبًا ما تُغري المواهب الشابة بالاندفاع نحو القمة دون
امتلاك الخبرة الكافية. لكن في النادي الأهلي، يتبنى المدرب السويسري مارسيل كولر مقاربة مختلفة، تعلي من
قيمة الصبر والتطور التدريجي كركائز أساسية لنجاح اللاعبين الشباب.
وفي حديثة عن سياسة إشراك الناشئين، أكد كولر أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تصقل بالخبرة والتدريب
المكثف. وأشار إلى أن العديد من اللاعبين يتألقون في فرق الناشئين، لكنهم يجدون صعوبة في التأقلم مع إيقاع
الفريق الأول المُختلف تمامًا.
ولعل قصة أحمد نبيل “كوكا” تُجسد رؤية كولر بامتياز. فقد أوضح المدرب السويسري أن كوكا كان يطرق بابه كل
أسبوع طالبًا فرصة المشاركة، لكنّه كان يُصِرّ على ضرورة التحلي بالصبر وإتمام عملية التطوير قبل الانطلاق نحو
عالم النجومية.
وأضاف كولر: ” كوكا كان يُلحّ على اللعب، لكني كنت أؤكد له أن الوقت لم يحِن بعد، وأن الجمهور قد يُشكّل
ضغطًا كبيرًا على اللاعبين الشباب. لقد عملتُ على تجهيزه على مدار عام كامل، حتى حصل على فرصته في
كأس العالم أمام أفضل اللاعبين في العالم”.
ويرى كولر أن العديد من اللاعبين المصريين يعتقدون أن المشاركة في المباريات هي الطريق الأمثل للتطور، في
حين أن العكس هو الصحيح. فالتدريب المُكثف وتحسين المستوى الفردي هما الأساس الذي يُؤهل اللاعب لحمل ثقل قميص الأهلي.
وتُعدّ قصة كوكا مثالًا حيًا على نجاح سياسة كولر في صقل مواهب اللاعبين الشباب. فبعد عام من الصبر
والتدريب المُكثف، بات كوكا أحد أهم لاعبي الأهلي والمنتخب المصري، مُثبتا أن الطريق إلى النجومية لا يخلو
من التحديات والصعاب، وأن التحلي بالصبر والعمل الدؤوب هما مفتاح النجاح في عالم كرة القدم.
