هيمنة إسبانيا على اليورو: أبطال جدد ودروس قاسية للعالم العربي
هيمنة إسبانيا على اليورو: هل تلهم إسبانيا مستقبل كرة القدم؟
في خضم الجدل الدائر حول تراجع متعة كرة القدم، برزت إسبانيا كمنارة أمل، متوجة نفسها كبطلة أوروبية بلا منازع على
جميع الأصعدة. فبعد فوزها بكأس الأمم الأوروبية 2024 للرجال، واصلت “لاروخا” سلسلة انتصاراتها المبهرة، مسيطرة
على فئات الشباب والفتيات على حد سواء.
فقد حقق منتخب إسبانيا تحت 19 عاما لقب بطولة أوروبا مسجلا فوزا مستحقًا على فرنسا بنتيجة 2-0، ليُضيف بذلك
لقبه التاسع في هذه البطولة منذ تغيير نظامها عام 2002، وهو رقم قياسي يصعب تحقيقه.
ولم يختلف المشهد كثيرا على صعيد كرة القدم النسائية، حيث توجت إسبانيا، بطلة كأس العالم 2023، بلقب دوري
الأمم الأوروبية بعد فوزها على فرنسا 2-0 في فبراير الماضي. واستكمل منتخب تحت 17 عاما للسيدات سلسلة
الانتصارات الإسبانية محققا فوزا ساحقا على إنجلترا بنتيجة 4-0 في مايو الماضي.
وتعزى هيمنة إسبانيا على اليورو وهذه النهضة الكروية الإسبانية إلى نظامها الرياضي المتكامل، بدءا من أكاديمياتها ذات الشهرة العالمية وصولًا
إلى مراكز التدريب المجهزة بأحدث التقنيات في جميع أنحاء البلاد.
وقد أثبتت إسبانيا قدرتها على تطوير جيل جديد من اللاعبين الموهوبين القادرين على تقديم أداء هجومي ممتع مع
الحفاظ على صلابة دفاعية محكمة، وهو ما يتجلى بوضوح في جميع فئات منتخباتها الوطنية.
وفي الوقت الذي تركز فيه العديد من المنتخبات على تحقيق النتائج فقط، أصرت إسبانيا على تقديم كرة قدم جميلة
وممتعة، محافظة على هويتها الكروية الفريدة.
ويعد هذا النموذج الإسباني بارقة أمل لعشاق كرة القدم، خاصةً مع تصاعد المخاوف حيال تراجع مستوى المتعة في
اللعبة، وهو ما أكده المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، الذي وصف كرة القدم بأنها “أصبحت أقل إمتاعًا”.
وفي المقابل، يواجه العديد من المنتخبات، بما في ذلك المنتخب الجزائري، تحديات كبيرة في ظل غياب رؤية واضحة
واستراتيجية طويلة الأمد لتطوير كرة القدم.
فهل تلهم إسبانيا مستقبلكرة القدم؟ سؤال سيُجيب عنه الزمن، ولكن المؤكد أن “لاروخا” قد نجحت في إعادة البسمة لعشاق الساحرة المستديرة.