أرسنال نادم على صفقة نيكولاس بيبي بسبب الثمن الباهظ الذي دفعه
ضغوط الملايين: نيكولاس بيبي ولعنة الصفقات القياسية في عالم كرة القدم
لا يخفى على أحد أن عالم كرة القدم يشهد صفقات خيالية تصل قيمتها لمئات الملايين، ولكن هل فكرنا يومًا في
الضغط الهائل الذي يقع على عاتق اللاعب بعد ارتدائه قميص نادٍ جديد بقيمةٍ كهذه؟
نيكولاس بيبي، اللاعب الإيفواري الموهوب، عاش هذه التجربة بكل تفاصيلها. فبعد انتقاله المدويّ من ليل الفرنسي إلى
أرسنال الإنجليزي مقابل ٨٠ مليون يورو، وهو رقم قياسي حينها، وجد بيبي نفسه أمام تحدٍّ جديدٍ كليًّا.
“لم يكن الأمر سهلًا على الإطلاق،” يعترف بيبي في حوارٍ له مع BBC، مضيفًا: “لم يكن الجمهور راضيًا عن أدائي،
وشعرتُ أنهم يقيمونني بناءً على قيمة الصفقة لا على ما أقدمه في الملعب.”
ويتابع بيبي: “أعتقد أنني قدمت أداء جيدا في بعض الأحيان مع أرسنال، ولا أشعر بالندم على الفترة التي قضيتها هناك. لكنّ كوني أغلى لاعب في تاريخ النادي جعل الجميع يتوقع مني تسجيل هدفٍ في كل مباراة.”
وبعد ثلاث سنوات قضاها في أرسنال، انتقل بيبي على سبيل الإعارة إلى نيس الفرنسي، قبل أن ينضمّ إلى طرابزون
سبور التركي في صفقةٍ مجانية.
“لو أن أرسنال دفع ٢٠ مليون جنيه إسترليني فقط لضمي، لربما اختلف الوضع تمامًا،” يقول بيبي، مؤكدًا أن: “اللاعب
ليس مسؤولًا عن قيمة صفقته، فهو لا يطلب الحصول على ٩٠ أو ١٠٠ مليون جنيه إسترليني.”
ويضيف: “هكذا تسير الأمور في عالم كرة القدم، إنه أمر لا يُمكن للكثيرين فهمه. هناك لاعبون مثل مودريك وأنتوني، لم يقدما دائمًا أفضل مستوياتهم، لكنّ ذلك لا يعني أنهما لاعبان سيئان.”
شارك بيبي في ١١٢ مباراة مع أرسنال، سجّل خلالها ٢٧ هدفًا وقدّم ٢١ تمريرة حاسمة. واليوم، وبعد انتهاء عقده مع طرابزون سبور، يبحث بيبي عن وجهةٍ جديدة لإعادة إحياء مسيرته الكروية.
ظاهرة الصفقات القياسية: بين الموهبة والتسويق
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا جنونيًا في أسعار اللاعبين، خاصةً مع دخول أندية الخليج العربي بقوة على خط المنافسة. فعلى سبيل المثال، انتقل نيمار دا سيلفا من برشلونة إلى باريس سان جيرمان مقابل ٢٢٢ مليون يورو، فيما
انضمّ كيليان مبابي إلى النادي الباريسي قادمًا من موناكو مقابل ١٨٠ مليون يورو.
هذه الصفقات الفلكية تضع اللاعبين تحت ضغط هائل لتقديم أداء استثنائي يبرر المبالغ الطائلة التي دفعت لضمّهم. فهل تصبح الموهبة وحدها كافية لتحقيق النجاح في ظل هذه الأجواء المشبعة بالملايين؟