بلماضي و سيسي بدون فريق: أي وجهة للمدربين الأفارقة الكبار؟
هل سيعود بلماضي وسيسي إلى دكة التدريب؟ قصة نجاحين أفريقيين
لطالما كانت كرة القدم الأفريقية مليئة بالمواهب، ولكن في السنوات الأخيرة، برز اسمين لامعين في عالم التدريب: جمال بلماضي وأليو سيسي. هذان المدربان، اللذان جمعتهما نشأة مشتركة في أحياء فرنسا، أثبتا براعتهما في قيادة منتخبات بلادهما نحو تحقيق إنجازات تاريخية. فبلماضي قاد الجزائر للفوز بكأس الأمم الأفريقية عام 2019 بعد غياب طويل، بينما حقق سيسي حلم السنغال بالفوز باللقب القاري لأول مرة في تاريخها عام 2021.
لكن، على الرغم من هذه النجاحات الباهرة، يجد كل من بلماضي وسيسي نفسه اليوم بعيدًا عن دكة التدريب. فقد رحل بلماضي عن تدريب الجزائر بعد كأس الأمم الأفريقية 2023، بينما غادر سيسي منصبه كمدرب للسنغال بعد ما يقارب عقد من الزمان. هذا الغياب يطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل هذين المدربين، وهل سيعودان قريبًا إلى قيادة أحد المنتخبات أو الأندية؟
جمال بلماضي: مهندس عودة الخضر
تولى بلماضي مهمة تدريب الجزائر في فترة عصيبة، فقد كان المنتخب يعاني من تراجع في الأداء والنتائج. لكن بفضل رؤيته الواضحة ومنهجه الصارم، استطاع بلماضي إعادة بناء الفريق وزرع روح جديدة فيه. اعتمد على أسلوب لعب منظم يجمع بين الدفاع القوي والهجمات السريعة، ونجح في تحقيق نتائج مبهرة، أبرزها الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2019. سجل بلماضي مع الجزائر يُعتبر مشرفًا للغاية، حيث حقق 42 انتصارًا و16 تعادلًا مقابل 6 هزائم فقط. هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة عمل دؤوب وتفانٍ كبير من جانب بلماضي.
أليو سيسي: قائد أسود التيرانجا
أليو سيسي، القائد السابق لمنتخب السنغال، يملك معرفة عميقة بكرة القدم الأفريقية. قاد السنغال إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019 قبل أن يحقق اللقب في نسخة 2021. تميز أسلوب سيسي بالمرونة التكتيكية والاعتماد على مجموعة متوازنة من اللاعبين. نجح في بناء فريق قوي يتمتع بروح جماعية عالية، وهو ما ساهم في تحقيق النتائج الإيجابية. سجل سيسي مع السنغال أيضًا مُلفت، حيث حقق 63 انتصارًا و21 تعادلًا مقابل 13 هزيمة. رحيله عن تدريب السنغال كان مفاجئًا للكثيرين، خاصةً بعد النتائج الجيدة التي حققها.
مستقبل غامض ولكن واعد
اليوم، يُعتبر كل من بلماضي وسيسي من أبرز المدربين في القارة الأفريقية. خبرتهما الكبيرة وإنجازاتهما تجعلهما هدفًا للعديد من الأندية والمنتخبات. يبقى السؤال المطروح: أين ستكون وجهتهما القادمة؟ هل سيعودان لتدريب منتخبات وطنية، أم سيخوضان تجربة جديدة مع أحد الأندية؟ الأكيد أن عودتهما إلى الملاعب ستكون إضافة قوية لكرة القدم، وسيكون لها تأثير إيجابي على تطور اللعبة في القارة الأفريقية. يبقى لنا أن ننتظر ونرى ما يخبئه المستقبل لهذين المدربين المميزين.
الكلمات المفتاحية: جمال بلماضي، أليو سيسي، مدرب الجزائر، مدرب السنغال، كأس الأمم الأفريقية، كرة القدم الأفريقية، المنتخب الجزائري، المنتخب السن