الدوري التونسي

هل حرم VAR الترجي من ركلة جزاء في ديربي تونس؟

Listen to this article

## هل باتت​ تقنية حكم الفيديو‍ (VAR) ضرورة مُلحة في الدوري التونسي؟

تُسلط الأحداث الأخيرة في الدوري التونسي، وتحديدًا خلال ديربي العاصمة الذي جمع الترجي الرياضي التونسي بنظيره ‌الملعب التونسي، الضوء على الحاجة المُلحة لتطبيق تقنية حكم الفيديو (VAR) في الملاعب التونسية. ففي ظل غياب هذه التقنية، شهدنا جدلاً تحكيميًا واسعًا أثار حفيظة الجماهير والإعلاميين على حد سواء.

فعلى سبيل المثال، شهد ديربي العاصمة حالتيّ‌ ركلة جزاء مثيرتيّ للجدل، تم احتساب إحداهما لصالح الترجي الرياضي التونسي، بينما تم تجاهل الأخرى. وقد أثار قرار الحكم سيف الورتاني بمنح ركلة جزاء للترجي، بعد عرقلة مُدعى عليها من قِبل آدم عروس لاعب الملعب التونسي ضد⁣ محمد أمين بن حميدة، موجة عارمة من الانتقادات، خاصةً بعدما وصفت ​قناة الكأس⁣ القطرية، المالكة لحقوق‌ البث، القرار ‌بـ “الخيالي”.

ولم⁤ تتوقف حالة⁢ الجدل عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل ركلة جزاء أخرى مُحتملة لصالح الترجي، بعد سقوط‍ المهاجم زين الدين كدة داخل منطقة الجزاء. وقد أجمع محللون رياضيون على أن وجود تقنية VAR كان كفيلاً بحسم الجدل ‍في ‌كلتا الحالتين.

غياب‌ VAR.. أسباب‌ هيكلية أم لوجستية؟

يُعزى غياب تقنية ​VAR‌ عن الدوري التونسي​ هذا ‍الموسم إلى سببين رئيسيين: الأول هو نقص الموارد المالية والبنية التحتية اللازمة ‌لتطبيق هذه التقنية بشكل كامل وعادل في جميع المباريات. ​ ‍ففي الموسم الماضي، لم يتوفر سوى جهازيّ VAR فقط، وتم استخدامهما بشكل محدود خلال مرحلة التتويج.

أما السبب الثاني، ⁢فيتمثل في عدم جاهزية الحكام التونسيين للتعامل مع​ هذه التقنية ⁤بشكل احترافي، حيث لم يخضعوا للتدريب الكافي على استخدامها وتفسير قراراتها. وقد أشارت إدارة التحكيم الوطنية خلال ندوة عُقدت هذا الصيف، إلى أن تطبيق تقنية VAR سيتطلب وقتًا أطول لتوفير كافة المتطلبات اللوجستية والفنية.

هل تُشكل VAR الحل ​السحري للتحكيم التونسي؟

رغم‌ أهمية تقنية ‍VAR ​في الحد من الأخطاء التحكيمية،​ إلا أنها لا تُعد حلاً سحريًا لكافة المشاكل التي يعاني منها التحكيم التونسي. فقد أثبتت التجارب العالمية أن تقنية VAR قد​ تُثير الجدل أحيانًا، وتؤدي إلى تأخير‍ المباريات‌ وإثارة حفيظة اللاعبين والمدربين.

لذلك، فإن الحل الأمثل يكمن في تطوير منظومة التحكيم التونسي بشكل شامل،⁣ وذلك من خلال​ توفير التدريب اللازم للحكام على استخدام تقنية VAR وغيرها من التقنيات الحديثة، وتحسين ظروف عملهم وتوفير الحماية القانونية لهم. ⁢ كما يتطلب الأمر بناء جسور ثقة متينة بين الحكام والأندية الرياضية والإعلام الرياضي، ​ وذلك من خلال فتح قنوات حوار ⁤ ونقاش بناءة تُسهم في تطوير كرة القدم التونسية.

وفي الختام، يبقى⁤ السؤال مطروحًا: ‍متى ستُصبح تقنية VAR واقعًا ملموسًا​ في ملاعبنا التونسية؟ ⁢وهل​ ستُسهم بالفعل في الارتقاء بالتحكيم التونسي وتحقيق العدالة الرياضية؟

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى