جدول الدوري التونسي المثير للجدل: هل يضر رمضان بكرة القدم؟

الدوري التونسي في رمضان: هل يراعي جدول المباريات مشاعر اللاعبين والجمهور؟
جدول مباريات مثير للجدل يثير غضبًا واسعًا في تونس، فهل حان الوقت لإعادة النظر؟
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يعود الجدل حول توقيت مباريات الدوري التونسي الممتاز (الرابطة المحترفة الأولى)
ليطفو على السطح من جديد. ففي الوقت الذي يستعد فيه أغلب اللاعبين لصيام الشهر الفضيل، يصر الاتحاد التونسي
لكرة القدم على إقامة المباريات في توقيت الظهيرة، وتحديدًا في الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت جرينتش. هذا التوقيت، الذي يعتبره الكثيرون غير مناسب، يثير استياءً واسعًا في صفوف اللاعبين والمدربين والجماهير على حد سواء.
“حتى الكفار ما عملوهاش”: غضب عارم يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي
لم يقتصر الانتقاد على المدربين واللاعبين، بل امتد ليشمل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن استيائهم
الشديد من هذا التوقيت. انتشرت العديد من التعليقات الساخرة والمنتقدة، من بينها عبارة “حتى الكفار ما عملوهاش”،
في إشارة إلى أن هذا التوقيت لا يراعي حرمة شهر رمضان ولا ظروف اللاعبين الصائمين.
ملاعب مضاءة وراء الشمس: لماذا الإصرار على توقيت الظهيرة؟
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن تونس تمتلك 11 ملعبًا مجهزًا بالإضاءة، بما في ذلك ملاعب عريقة مثل ملعب رادس
الأولمبي، وملعب سوسة الأولمبي، وملعب مصطفى بن جنات بالمنستير. فلماذا الإصرار على إقامة المباريات في توقيت الظهيرة، في ظل وجود بدائل أفضل تتيح إقامتها في المساء بعد الإفطار؟
دراسة: تأثير الصيام على أداء اللاعبين
أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن الصيام يؤثر سلبًا على أداء الرياضيين، خاصة في الألعاب التي تتطلب مجهودًا
بدنيًا كبيرًا مثل كرة القدم. وتشير هذه الدراسات إلى أن الصيام يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة، وزيادة الشعور بالتعب والإرهاق، وتراجع القدرة على التركيز واتخاذ القرارات السليمة.
هل حان الوقت لتغيير قواعد اللعبة؟
في ظل هذه الظروف، يرى الكثيرون أن الوقت قد حان لإعادة النظر في توقيت مباريات الدوري التونسي خلال شهر رمضان. فمن الضروري إيجاد حلول تراعي ظروف اللاعبين الصائمين، وتحافظ على جودة المباريات، وتضمن استمتاع الجماهير بمتابعة كرة القدم في أجواء مناسبة.
مقترحات للحل:
تأجيل المباريات إلى ما بعد الإفطار: وهو الحل الأمثل الذي يضمن راحة اللاعبين ويسمح للجماهير بمتابعة المباريات في أجواء رمضانية. إقامة المباريات في المساء الباكر: يمكن إقامة المباريات في المساء الباكر، قبل موعد الإفطار بساعة أو ساعتين، مع توفير وجبات إفطار خفيفة للاعبين.
* توزيع المباريات على أيام الأسبوع: يمكن توزيع المباريات على أيام الأسبوع بشكل يراعي أوقات الصلاة والعبادة.
ختامًا:
نتمنى أن يستمع الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى أصوات اللاعبين والجماهير، وأن يتخذ قرارات حكيمة تراعي ظروف شهر رمضان، وتحافظ على مكانة كرة القدم التونسية. فهل نشهد تغييرًا في قواعد اللعبة في رمضان القادم؟ هذا ما نأمله.