ليكي فيليس: رحلة العذاب من الكونغو إلى الكاميرون بعد حرمانهن من مستحقاتهن
رحلة العودة المُرّة: ليكي فيليس وواقعٌ مُحزنٌ لكرة القدم النسائية
في مشهدٍ يُثير الحزن والاستغراب، عاد فريق ليكي فيليس، بطل الكاميرون لكرة القدم للسيدات لعام 2023، إلى بلاده بعد مشاركته في بطولة منطقة اتحاد وسط إفريقيا لكرة القدم (UNIFFAC) في كينشاسا، ليس على متن طائرة كما جرت العادة، بل عبر رحلة برية وبحرية شاقة وطويلة.
وبالرغم من حصولهن على المركز الثاني في البطولة، إلا أن لاعبات ليكي لم يُتح لهنّ فرصة الاحتفال بهذا الإنجاز، فقد غابت عنهنّ مظاهر الفرح، وحلّت محلها مشاعر الإرهاق والإحباط جراء رحلة العودة المُضنية التي فرضتها عليهنّ ظروفٌ قاسيةٌ تعكس واقعًا مُحزنًا تعيشه كرة القدم النسائية في القارة الأفريقية.
أزمة مالية تُجبر البطلات على رحلة مُرهقة
لم يكن اختيار السفر براً وبحراً قرارًا من الفريق، بل كان الخيار الوحيد بعد فشل النادي في تأمين تكاليف رحلة جوية إلى الكاميرون. فقد تعذّر على النادي جمع المبلغ الكافي لشراء تذاكر الطيران، في ظلّ غياب الدعم المالي الكافي من الجهات المعنية.
ويكشف هذا الموقف عن معاناة حقيقية تُعاني منها العديد من الأندية الرياضية في أفريقيا، حيث تُجبر الظروف المادية الصعبة الفرق على السفر في ظروف غير لائقة، مما يُؤثّر سلبًا على أداء اللاعبين وتركيزهم.
تجاهلٌ رسميٌّ يُفاقم من معاناة البطلات
لم تقتصر المشكلة على غياب الدعم المالي، بل تعدّته إلى تجاهل الاتحاد الكاميروني لكرة القدم (FECAFOOT) لمناشدات النادي بتسديد مستحقاته المالية المتأخرة منذ عامين، والتي كان من الممكن أن تُساهم في تسهيل رحلة عودة الفريق.
ويُثير هذا التجاهل العديد من التساؤلات حول أولويات الاتحاد ودوره في دعم وتطوير كرة القدم النسائية، خاصةً في ظلّ التحقيق مع رئيس الاتحاد بتهم فساد مالي وإداري.
رحلة مُنهكة تُلقي بظلالها على مستقبل الفريق
لم تكن رحلة العودة الطويلة والمُرهقة مجرد حادثة عابرة، بل كان لها تأثيرها السلبي على اللاعبات اللواتي عانين من الإرهاق والتعب الشديدين، مما قد يُؤثّر على مستواهن الفني في المباريات القادمة.
وتُسلّط هذه الحادثة الضوء على ضرورة إيجاد حلول جذرية للأزمة المالية التي تُعاني منها الأندية الرياضية في أفريقيا، ووضع خطط واضحة لتطوير كرة القدم النسائية ودعمها بشكل حقيقي وجاد.