أبطال بلا منصة: رياضيّو البارالمبية الجزائرية ينتظرون لجنةً منذ 11 عامًا
بينما يتألق الرياضيون الجزائريون في دورة الألعاب البارالمبية بباريس 2024، محققين إنجازات تفوق نظرائهم في الأولمبياد، يبرز سؤالٌ مُلحٌّ في الأفق: أين هي اللجنة البارالمبية الجزائرية؟ ولماذا لا يزال هؤلاء الأبطال، الذين يرفعون اسم الجزائر عاليًا، ينتظرون منذ 11 عامًا تشكيل منصةٍ تدعمهم وتُمثّلهم؟
### إنجازات رياضية تُلقي بظلالها على غيابٍ مُستمر
لم يكن أداء الرياضيين الجزائريين في باريس 2024 عاديًا، بل كان استثنائيًا بكل المقاييس. فمنذ اليوم الرابع، بدأت تتوالى الإنجازات، حيث حصد الرياضيون ميداليتين جديدتين، إحداهما ذهبية سطّر بريقها اسم العداء اسكندر جميل عثماني في سباق 100 متر (ت13) بتوقيت 10”42، والأخرى برونزية لامعة زينت صدر البطلة ليندا حمري في القفز الطويل للسيدات (ت12) بعد قفزة 5 م 30.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تفوّق أبطال البارالمبية على نظرائهم في الأولمبياد من حيث عدد الميداليات، حيث حققوا ميداليتين ذهبيتين، منها ذهبية مُشرّفة لنسيمة صايفي في رمي القرص (F57)، بالإضافة إلى برونزية لامعة لأحمد مهيدب في مسابقة رمي النادي (F32).
### قانونٌ موجود وتطبيقٌ غائب
في خضم هذه الإنجازات، يتساءل الكثيرون عن سبب غياب اللجنة البارالمبية الجزائرية، علمًا بأنّ القانون 13-05 المؤرخ في 23 يوليو 2013، والمتعلق بتنظيم وتنمية الأنشطة البدنية والرياضية، ينصّ صراحةً على إنشائها.
ففي الفصل الرابع من هذا القانون، وتحديدًا في المادة 108، يتم تعريف اللجنة البارالمبية الوطنية كجمعية ذات منفعة عامة، تخضع للنظام الأساسي للجمعيات وللوائح المنظمة للأنشطة الرياضية الدولية. كما تُحدّد المادة 109 من القانون ذاته مهام اللجنة، والتي تتمثل في تعزيز الحركة البارالمبية، والإشراف على وتنسيق ودعم الفرق الوطنية المشاركة في الألعاب البارالمبية والمسابقات العالمية، وذلك بالتعاون مع الاتحادات الرياضية الوطنية.
### رياضيون بلا مظلة
ورغم وضوح القانون في هذا الشأن، إلا أن الرياضيين البارالمبيين الجزائريين لا يزالون ينتظرون منذ إحدى عشرة سنة تشكيل هذه اللجنة، وذلك رغم توالي الوزراء على رئاسة القطاع. فما زال هؤلاء الأبطال ينشطون تحت راية الاتحادية الجزائرية للرياضات البارالمبية، دون وجود لجنة متخصصة تُعنى بشؤونهم وتدافع عن حقوقهم.
### نداءٌ إلى المسؤولين
إنّ الوقت قد حان لكي تُولي السلطات العمومية الاهتمام الذي يستحقه قطاع ذوي الهمم في الجزائر، وأن تُسارع إلى تشكيل اللجنة البارالمبية الوطنية، وذلك تقديرًا لجهود هؤلاء الأبطال الذين يُشرّفون الجزائر في كافة المحافل الدولية.
فلا يُعقل أن يبقى هؤلاء الأبطال دون منصةٍ تدعمهم وتُمثّلهم، وأن تُترك إنجازاتهم الرائعة دون تقديرٍ أو اهتمام.
