فضيحة تحكيم بالجزائر: التوابتي يرفض العودة بعد قرار إيقافه!
هل فعلاً انتهت مسيرة التوابتي التحكيمية؟ جدلٌ يُثير تساؤلات حول مستقبل التحكيم في الجزائر
شهدت الساحة الرياضية الجزائرية مؤخراً ضجة كبيرة إثر استقالة الحكم الدولي جواد عبد المومن التوابتي (29 عاماً) من هيئة التحكيم الجزائرية، مُعلناً بذلك اعتراضه على قرار لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم بشطبه من قائمة الحكام الدوليين المُرشحين لحمل الشارة الدولية. هذه الخطوة المفاجئة أثارت تساؤلاتٍ مُلحة حول مستقبل التحكيم في الجزائر ومدى نزاهة القرارات المُتخذة.
خلفية القرار: وزن زائد أم مُؤامرة؟
تُشير الرواية الرسمية إلى أن سبب شطب التوابتي يعود لرفضه الخضوع لاختبارات اللياقة البدنية بسبب زيادة وزنه، وهو ما قد يُؤدي إلى شطبه من قائمة حكام الفيفا الدوليين. لكن التوابتي نفى هذه الرواية مُتهماً جهاتٍ نافذة داخل الاتحاد بالتآمر عليه وترشيح حكم آخر، نبيل بوخالفة، للحصول على الشارة الدولية، على الرغم من عدم وصوله للمستوى المطلوب. وتُشير بعض المصادر إلى أن بوخالفة لم يُدر أي مباراة دولية منذ عام 2017. هذا التضارب في الروايات يُعمّق الشكوك حول دوافع القرار المُتخذ بحق التوابتي.
إرث لاكارن: معايير مُحكمة أم تركة مُهملة؟
يُذكر أن الراحل بلعيد لاكارن، الرئيس السابق للجنة التحكيم، كان قد وضع نظاماً مُحكماً لتقييم الحكام يعتمد على أدائهم طوال الموسم. كان هذا النظام يُستخدم لتعيين حكام نهائيات كأس الجزائر، حيث يُدير الحكم الحاصل على أعلى تقييم المباراة النهائية. لكن يبدو أن هذا النظام لم يُؤخذ بعين الاعتبار في حالة التوابتي، مما يُثير تساؤلات حول مدى التزام اللجنة الحالية بالمعايير الموضوعية.
محاولات الإقناع والرفض القاطع
على الرغم من محاولات سعيد عوينة، نائب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، لإقناع التوابتي بالعدول عن قراره، إلا أن الأخير رفض بشكل قاطع، مُشيراً إلى الظلم الذي تعرض له. وليس التوابتي وحده من يُعاني من هذه المشاكل، فالحكم حسام بن يحيى، وهو أيضاً من أفضل الحكام الجزائريين، يُفكر في الاعتزال بسبب ما وصفه بالظلم المُستشري في مجال التحكيم.
التحكيم في الجزائر: هل هو بيد “الفرق الفيدرالية”؟
يتداول في الوسط الرياضي الجزائري حديثٌ عن تدخل “الفرق الفيدرالية” في عمل لجنة التحكيم، حيث يُقال إن كل فريق فيدرالي يُعيّن لجنة تحكيم “خاصة به” لـ”إدارة” هذا القطاع الحساس. هذه المزاعم، إن صحت، تُشكّل خطراً كبيراً على نزاهة التحكيم ومصداقية البطولات الجزائرية. وهذا يُضيف بُعداً آخر لقضية التوابتي، ويُطرح تساؤلاتٍ حول مدى استقلالية لجنة التحكيم وحياديتها.
مستقبل التحكيم الجزائري: بين التحديات والآمال
تُثير قضية التوابتي مخاوف حول مستقبل التحكيم في الجزائر. فاستقالة حُكام من قامة التوابتي وبن يحيى تُمثّل خسارة كبيرة للكرة الجزائرية. ويبقى السؤال المطروح: هل ستُتخذ إجراءات جادة لمعالجة هذه المشاكل وضمان نزاهة وشفافية التحكيم؟ أم أن هذه القضية ستُضاف إلى سلسلة الأزمات التي تُعاني منها الكرة الجزائرية؟