من ملاعب كندا إلى قميص الجزائر: قصة محمد فارسي نجم الخضر الجديد
من ملاعب كندا إلى قميص الخضر: قصة محمد فارسي
بين مونتريال والجزائر: رحلة رياضية شابة
لمع اسمه بقوة خلال صيف الانتقالات، وتردد صداه بين جماهير الكرة الجزائرية، إنه محمد فارسي، لاعب نادي كولومبوس كرو الكندي، الذي شق طريقه من ملاعب أمريكا الشمالية إلى قميص المنتخب الوطني الجزائري. رحلة رياضية شابة بدأت في مونتريال بكندا، حيث ولد فارسي (23 عامًا)، وتفتحت موهبته في ملاعب كرة القدم، ليصبح ظهيرًا أيمن واعدًا في صفوف نادي كولومبوس كرو الأمريكي.
لم تكن مسيرة فارسي عادية، بل اتسمت بتحديات هوية وانتماء، فقد مثّل الشاب كندا في فئة الشباب، ولعب مع منتخب كرة الصالات تحت 23 عامًا، لكنه لم ينسَ أبدًا جذوره الجزائرية. ومع تنامي موهبته وتألقه في الدوري الأمريكي، تلقى فارسي دعوة لتمثيل المنتخب الكندي في كأس الذهب، لكنه فضل الانتظار والتفكير مليًا في مستقبله الدولي.
عين مليلة: محطة فارقة في مسيرة فارسي
لم تكن الجزائر غريبة على فارسي، فقد سبق له ارتداء قميص نادي عين مليلة الجزائري لموسم واحد (2019-2020)، مما أتاح له التعرف على أجواء الكرة الجزائرية عن قرب. وبعد تجربة قصيرة في كندا مع نادي كافالري إف سي، عاد فارسي إلى الدوري الأمريكي من بوابة نادي كولومبوس كرو، ليواصل تألقه ويلفت أنظار المسؤولين في الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
“الفينيك الكندي”: جسر يربط بين المواهب الجزائرية والمنتخب الوطني
لم يكن انضمام فارسي إلى المنتخب الجزائري مجرد صدفة، بل جاء ثمرة جهود كبيرة من جمعية “الفينيك الكندي” التي يعمل على رعاية المواهب الجزائرية في كندا. وتضم هذه الجمعية، التي يرأسها المدافع السابق لاتحاد البليدة عبد النور كريبازة، 22 لاعبًا من أفضل المواهب الجزائرية في كندا، وقد ساهمت في اكتشاف وحضانة العديد من الأسماء اللامعة في سماء الكرة الجزائرية، منهم حارس المرمى الشاب ماستياس حماش.
وتعمل جمعية “الفينيك الكندي” على ربط الجسور بين المواهب الجزائرية في كندا والاتحاد الجزائري لكرة القدم، حيث قامت الجمعية بتنظيم مباريات ودية في الجزائر ضد أندية جزائرية لإبراز مواهب لاعبيها. وقد أسفرت هذه الجهود عن انضمام عدد من لاعبي الجمعية إلى مختلف الفئات السنية للمنتخب الوطني.
مستقبل واعد ينتظر فارسي في قميص الخضر
ينضم محمد فارسي إلى كتيبة محاربي الصحراء بطموحات كبيرة ورغبة عالية في إثبات ذاته وخدمة ألوان المنتخب الوطني. ويأمل فارسي في أن يسير على خطى النجوم الجزائريين الذين شرفوا كرة القدم الجزائرية في المحافل الدولية. ولا شك أن موهبة فارسي وقدراته الفنية ستكون إضافة قوية للمنتخب الوطني في الاستحقاقات القادمة.