جدل استدعاءات بيتكوفيتش وتأثيرها على روزنامة الدوري الجزائري
أثار إعلان قائمة المنتخب الجزائري لكرة القدم لمباراتي تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية الجزائرية، ليس فقط لاختيارات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، بل لتأثيرها المحتمل على روزنامة الدوري المحلي. فوجود لاعب واحد فقط من الدوري المحلي، وهو محمد أمين مدني من شبيبة القبائل، ضمن القائمة النهائية، يطرح تساؤلات حول مدى اهتمام المدرب باللاعب المحلي، خاصة مع استبعاد أسماء بارزة مثل بنبوت وبوحلفاية ورضواني، الذين شاركوا في المعسكر السابق.
هل يُنقذ بيتكوفيتش روزنامة الدوري الجزائري؟
يأتي هذا الاستدعاء المقتضب للاعبي الدوري المحلي في وقت حرج يعاني فيه الدوري الجزائري من ضغط المباريات المؤجلة. فمع اقتراب موعد مباريات الجولة السابعة والثامنة، لا تزال بعض المواجهات مثل مباراة اتحاد العاصمة ضد مولودية الجزائر وشباب بلوزداد ضد شبيبة الساورة بدون موعد محدد. يزيد من تعقيد الوضع تزامن الجولة التاسعة مع تواريخ الفيفا، وانطلاق دورة الألعاب العسكرية الأفريقية في نيجيريا، والتي ستشهد مشاركة العديد من اللاعبين الدوليين من الأندية الجزائرية.
استدعاء لاعب واحد فقط من الدوري المحلي قد يُفسّر بأنه “يد عون” من بيتكوفيتش للدوري الجزائري، لتفادي تأجيل المزيد من المباريات، خاصة مع وجود أندية جزائرية تُشارك في البطولات الأفريقية. لكن يبقى السؤال: هل هذا القرار يخدم مصلحة المنتخب الوطني على المدى البعيد؟ وهل سيؤثر على جاهزية اللاعبين للمنافسات القارية المقبلة، خاصة تصفيات كأس العالم؟
بين الجاهزية والتضحية: معايير بيتكوفيتش في الاختيار
برّر بيتكوفيتش سابقاً خياراته بالاعتماد على “معيار التضحية” وضرورة خوض اللاعبين تجارب احترافية في دوريات قوية لاكتساب الخبرة اللازمة. لكن استدعاء لاعبين مصابين مثل عتال وحاججم، وتجاهل لاعبين محليين قدموا أداءً جيداً في المباريات الأخيرة، يثير الشكوك حول ثبات معايير بيتكوفيتش وشفافيتها. فهل تغليب مصلحة روزنامة الدوري المحلي على جاهزية اللاعبين هو القرار الأمثل لتحقيق طموحات المنتخب الجزائري؟
تحديات روزنامة الدوري الجزائري
يواجه الدوري الجزائري تحديات كبيرة في تنظيم مبارياته بسبب ضغط الرزنامة الدولية والبطولات الأفريقية. مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من البطولة في 27 ديسمبر، يصبح من الصعب إيجاد تواريخ كافية لإجراء جميع المباريات المؤجلة، خاصة مع مواعيد مباريات دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية، بالإضافة إلى انطلاق كأس الجزائر في يناير. هذا الوضع يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم والأندية لإيجاد حلول عملية تضمن سير المنافسات بشكل منتظم وعادل.
يبقى قرار بيتكوفيتش باستدعاء لاعب واحد فقط من الدوري المحلي موضع نقاش وجدل، بين من يراه حلاً عملياً لتخفيف ضغط المباريات على الأندية، ومن يعتبره مخاطرة قد تؤثر على مستوى المنتخب الوطني في الاستحقاقات القادمة. الأيام القادمة ستكشف عن مدى صحة هذا القرار وتأثيره على مسيرة الخضر في تصفيات كأس العالم وأمم أفريقيا.
