وداعا ماركو رويس: قصة أسطورة بوروسيا دورتموند
## وداعًا ماركو رويس: مسيرة حُبٍّ صفراء مُرقطة بالسواد
<
div id=””>
في عالم كرة القدم، تُحاكِمُ قصصُ الوفاءِ والانتماءِ قلوبَ الجماهير، وتُصبحُ أساطيرَ تُروى جيلاً بعد جيل. قصة ماركو رويس مع بوروسيا دورتموند هي إحدى هذه القصص، قصةٌ مُرقطةٌ بلونِ الحُبّ الأصفر، مُشوبةٌ بظلالِ خيباتِ الأملِ السوداء. بعد 12 عامًا قضاها رويس بين أحضانِ ناديهِ الأم، مُسجلاً إنجازاتٍ لا تُنسى، ومُتألمًا من إخفاقاتٍ لا تُغتفر، يُودّعُ “وودّي” جماهيرَ سيغنال إيدونا بارك مُتوجهاً إلى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي. فما هي أبرز محطاتِ هذه المسيرةِ الحافلة؟ وكيف سيتذكرهُ عشاقُ دورتموند؟
بدايةٌ مُبكرةٌ وانكسارٌ مُبكّر
وُلِدَ رويس في مدينة دورتموند عام 1989، وانضمّ إلى أكاديمية النادي في سنٍّ مُبكرة، ليُصبحَ حلمُ اللعبِ للفريقِ الأولِ هاجسًا يُراوده. لكنّ القدرَ شاءَ أنْ تُكتبَ لهُ رحلةٌ مُختلفة، ففي عام 2006، وبعدَ أنْ قضىَ ستّ سنواتٍ في تكوينِ النادي، قرّرَ الرحيلَ إلى نادي روت فايس أهلين بحثًا عن فرصةٍ أكبر للعب. يقولُ رويس عن تلكَ الفترة: “كان رحيلي مؤلمًا للغاية بالنسبة لي. عندما تقضي مسيرتك بأكملها في فريق واحد، فإنك ترغب في اتخاذ الخطوة التالية – خاصة عندما تشجع هذا الفريق”.
بزوغ نجمٍ في بوروسيا بارك
لم يكدْ يُكملُ رويس عامهُ العشرين حتى لفتَ أنظارَ نادي بوروسيا مونشنغلادباخ، لينتقلَ إليهِ في 2009. هناك، وفي غضونِ ثلاثةِ مواسم، تحوّلَ رويس إلى نجمٍ ساطع، مُسجلاً 41 هدفًا، وصانعًا 28 آخرين في 109 مباراة. أداءٌ لافتٌ جعلهُ يتوّجُ بجائزةِ أفضلِ لاعبٍ في ألمانيا عام 2012.
العودةُ إلى الديار: حُلمٌ يتحقق
في صيفِ 2012، عادَ رويس إلى بيتهِ القديم، مُحققًا حلمَ الطفولةِ بارتداءِ قميصِ دورتموند. صفقةٌ كلّفتْ خزائنَ النادي 17 مليون يورو، لكنّها كانتْ بمثابةِ “الصفقةِ الرابحة” على مدارِ العقدِ الماضي. فمعَ دورتموند، حققَ رويس لقبَ كأس ألمانيا مرتين، وكأس السوبر الألماني ثلاث مرات، كما قادَ الفريقَ إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013.
الإصاباتُ اللعينة: قصةُ “الزجاجي”
لم تكن مسيرةُ رويس مع دورتموند مفروشةً بالورود، بل عانت من أشواكِ الإصاباتِ المتكررة التي حدّت من توهجه، وحرمتهُ من المشاركةِ في مناسباتٍ هامة، أبرزها كأس العالم 2014 التي تُوّجت بها ألمانيا. هذه الإصاباتُ أكسبتهُ لقبَ “اللاعبِ الزجاجي”، لكنّها في الوقتِ نفسهِ زادتْ من حُبّ الجماهير له، وتعاطفِها معه.
نهايةٌ حزينةٌ لـ “قصةِ حُبٍّ”
في الجولةِ الأخيرةِ من موسمِ 2022/23، خسرَ دورتموند لقبَ الدوري الألماني بشكلٍ دراماتيكي، ليُفوّتَ رويس فرصةَ التتويجِ باللقبِ الأغلى في ألمانيا مع ناديهِ الأم. خيبةُ أملٍ جديدةٌ أضيفتْ إلى سجلّ “وودّي” المليءِ بالحظّ العسير.
وداعًا يا أسطورة
في مايو 2023، أعلنَ رويس رحيلهُ عن دورتموند بعد 11 عامًا قضاها بين جدرانه. رحيلٌ أثارَ حزنَ الجماهير، التي ودّعتهُ بحفاوةٍ بالغةٍ في آخر مباراةٍ لهُ على ملعبِ سيغنال إيدونا بارك. رويس الذي سجّلَ 161 هدفًا في 417 مباراة مع دورتموند، سيُخلّدُ اسمهُ في تاريخِ النادي كأحدِ أبرزِ نجومهِ على الإطلاق.
ماذا بعد دورتموند؟
ينتقلُ رويس إلى لوس أنجلوس جالاكسي الأمريكي في تجربةٍ جديدةٍ بعيدًا عن أجواءِ كرة القدمِ الأوروبية. تجربةٌ يأملُ من خلالها “وودّي” في استعادةِ بعضٍ من بريقهِ الضائع، وإضافةِ فصلٍ مُشرّفٍ إلى مسيرتهِ الكروية.
أسطورة البوندسليغا: رويس أيقونةٌ للتألق والإخلاص في عالم كرة القدم
يُعتبر ماركو رويس، نجم بوروسيا دورتموند، أحد أبرز أيقونات كرة القدم الألمانية في العقد الأخير، حيثُ حفر اسمه بحروفٍ من ذهبٍ في تاريخ البوندسليغا، مُجسداً أسمى معاني الإخلاص والوفاء لناديه، مُتحدياً كل الصعاب ليُقدم أداءً مذهلاً على أرض الملعب.
الوفاء المُطلق: قصة حبٍّ بين رويس ودورتموند
انضمّ رويس إلى أسود الفيستيفال في صيف 2012، ليبدأ رحلةً استثنائيةً مع النادي الذي أحبّه منذ الصغر. وعلى الرغم من العروض المغرية التي انهالت عليه من كبار أندية أوروبا، إلا أنّه فضّل البقاء في أحضان ملعب سيغنال إيدونا بارك، مُخلصاً لقميص دورتموند، ومُؤكداً أنّ العاطفة والانتماء أقوى من أيّ إغراءاتٍ مادية.
يقول يورغن كلوب، مُدرب رويس السابق في دورتموند: “لقد كان قراره بالبقاء معنا في 2012 بمثابة إشارةٍ قويةٍ على إخلاصه وحبّه للنادي. لقد كان بإمكانه الانتقال إلى أيّ فريقٍ في العالم، لكنّه اختار البقاء، وهذا ما جعله أسطورةً حقيقيةً في قلوب جماهيرنا”.
موهبةٌ فذّة وإنجازاتٌ لا تُنسى
لم يكن تمسّك رويس بدورتموند وليد العاطفة فقط، بل كان مُقتنعاً بقدرته على تحقيق البطولات مع الفريق. وقد أثبت ذلك على أرض الواقع، حيثُ ساهم بشكلٍ كبيرٍ في تتويج دورتموند بلقب كأس ألمانيا مرتين، وكأس السوبر الألماني ثلاث مرات.
وخلال مسيرته الحافلة مع دورتموند، سجّل رويس أكثر من 160 هدفاً، وصنع أكثر من 100 هدفٍ آخر، ليُصبح أحد أفضل هدّافي النادي عبر التاريخ.
روحٌ قتاليةٌ تتحدى الإصابات
لم تكن مسيرة رويس مفروشةً بالورود، حيثُ عانى من سلسلةٍ من الإصابات القوية التي أبعدته عن الملاعب لفتراتٍ طويلة. إلا أنّه كان يعود في كلّ مرةٍ أقوى من ذي قبل، مُثبتاً قوّة شخصيته وتصميمه على مُواصلة التألق.
يقول هانز يواكيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لنادي دورتموند: “لقد مرّ رويس بفتراتٍ صعبةٍ بسبب الإصابات، لكنّه كان دائماً ما يعود بقوةٍ أكبر. إنّه مثالٌ يحتذى به في الإصرار والتحدي”.
رويس: قائدٌ مُلهمٌ داخل وخارج الملعب
لم يقتصر دور رويس على التألق داخل المستطيل الأخضر، بل امتدّ ليكون قائداً مُلهماً لزملائه في الفريق، وقدوةً للشباب الصاعد. فقد عُرف عنه تواضعه والتزامه واحترامه للجميع، مما أكسبه حبّ واحترام الجميع داخل وخارج ألمانيا.
يقول ماتياس زامر، المدير الرياضي السابق لنادي بايرن ميونيخ: “رويس لاعبٌ استثنائيٌّ، يتمتع بشخصيةٍ رائعةٍ داخل وخارج الملعب. إنّه قدوةٌ حقيقيةٌ للشباب، ويستحقّ كلّ التقدير والاحترام”.
مستقبلٌ مُشرقٌ ينتظر رويس
على الرغم من تقدّمه في السن، إلا أنّ رويس لا يزال يُقدم مستوياتٍ رائعةً مع دورتموند، مُؤكداً أنّه ما زال قادراً على العطاء لسنواتٍ قادمة.
ويُعتبر رويس من بين اللاعبين القلائل الذين جمعوا بين الموهبة والأخلاق والإخلاص، ليُصبح بذلك أسطورةً حقيقيةً في تاريخ كرة القدم الألمانية.
## أسطورة البوندسليغا: قصة حب رويس مع دورتموند
لا شك أن قصة حب ماركو رويس مع بوروسيا دورتموند هي من أكثر القصص إخلاصًا في عالم كرة القدم. فمنذ عودته إلى أحضان النادي الذي شهد بداياته في عام 2012، أصبح رمزًا للوفاء والعطاء، ملهمًا جيلًا جديدًا من عشاق الأصفر والأسود.
العودة إلى الديار: بداية رحلة أسطورية
لم تكن رحلة رويس مع دورتموند مفروشة بالورود، بل كانت حافلة بالتحديات والإنجازات على حد سواء. فبعد تألقه في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ، عاد إلى بيته الأصلي في عام 2012، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته الكروية. وقد صرح رويس عن تلك الخطوة قائلًا: “لقد كانت عودة إلى الديار، إلى النادي الذي أحمله في قلبي”.
رويس: قائد ملهم في وجه التحديات
واجه رويس تحديات كبيرة خلال مسيرته مع دورتموند، من بينها الإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة. ولكنه عاد في كل مرة أقوى من ذي قبل، ليثبت أنه قائد حقيقي داخل وخارج الملعب. وقد أشاد به زميله السابق نيفين سوبوتيتش قائلًا: “رويس لاعب استثنائي، يتمتع بشخصية قوية وإرادة لا تلين”.
أرقام قياسية وإنجازات لا تُنسى
حقق رويس العديد من الإنجازات الفردية والجماعية مع دورتموند، من بينها الفوز بكأس ألمانيا مرتين وكأس السوبر الألماني ثلاث مرات. كما سجل أكثر من 150 هدفًا بقميص النادي، ليصبح أحد أساطير البوندسليغا بلا منازع.
رويس: رمز للوفاء في زمن التغيير
في عالم كرة القدم الذي يشهد انتقالات متكررة للاعبين، يبقى رويس مثالًا نادرًا للوفاء والإخلاص لنادٍ واحد. ورغم العروض المغرية التي تلقاها من أندية أوروبية عملاقة، فضل البقاء في دورتموند، ليؤكد أن عشقه للنادي يتجاوز حدود المال والشهرة. وقد صرح عن ذلك قائلًا: “أنا مدين بالكثير لدورتموند، هنا أشعر بالسعادة والانتماء”.
مستقبل واعد مع دورتموند
لا يزال رويس يطمح لتحقيق المزيد من الإنجازات مع دورتموند، ساعيًا لقيادة الفريق نحو لقب الدوري الألماني الذي غاب عن خزائن النادي منذ عام 2012. ويبقى عشاق الأصفر والأسود على ثقة بأن قائدهم الملهم سيواصل رحلته الأسطورية مع النادي، ليكتب فصولًا جديدة من التألق والإبداع.