بيتكوفيتش يُثير الجدل: هل خانَ وعوده لمنتخب الجزائر؟
منتخب الجزائر: بين تصريحات بلماضي وواقع الملاعب
يشهد شهر سبتمبر/أيلول من كل عام حالة من الترقب والقلق في أوساط عشاق كرة القدم، ففيه تُقرع طبول المواجهات الدولية، وتُختبر قدرات المنتخبات بعد طول غياب. ولعلّ أكثر المتضررين من هذه الفترة هم المدربون، الذين يجدون أنفسهم أمام تحدياتٍ جمّة، بدءًا من ضيق الوقت المُتاح للتحضير، مرورًا بضرورة استدعاء اللاعبين من مختلف الدوريات، وصولًا إلى وضع الخطط التكتيكية المناسبة لمواجهة الخصوم.
يُمثّل هذا التوقيت من العام اختبارًا حقيقيًا لقدرات المدربين على إدارة الوقت بكفاءة عالية، فخلال أسبوع واحد فقط (من 2 إلى 10 سبتمبر/أيلول)، يتعين عليهم استقبال اللاعبين، والوقوف على مستوياتهم البدنية والفنية، ودمجهم في منظومة لعب جماعية متكاملة، ناهيك عن رحلات السفر الطويلة التي تسبق المباريات، والتي تستنزف طاقة اللاعبين وتؤثر على تركيزهم.
ولعلّ هذه التحديات تتضاعف بالنسبة لمنتخب مثل الجزائر، الذي يُمني النفس بتحقيق نتائج إيجابية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، بعد خيبة الأمل التي مُني بها في التصفيات الماضية.
وفي الوقت الذي أكد فيه جمال بلماضي، مدرب المنتخب الجزائري، على جاهزية “الخضر” لخوض غمار التحديات المقبلة، إلا أن الواقع يُشير إلى وجود بعض الصعوبات التي قد تواجه المنتخب، لعلّ أبرزها:
غياب الانسجام: فمعظم لاعبي المنتخب الجزائري ينشطون في دوريات مختلفة، مما يُصعّب من مهمة بلماضي في خلق الانسجام المطلوب بينهم في وقتٍ قصير.
ضغط المباريات: سيخوض المنتخب الجزائري مباراتين حاسمتين في غضون أيام قليلة، مما قد يُرهق اللاعبين ويؤثر على أدائهم.
* عامل الجمهور: ستُقام مباراة الجزائر أمام منتخب خارج الديار، وهو ما سيحرم “الخضر” من دعم جماهيري كبير.
وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أن الجماهير الجزائرية تُعلق آمالًا كبيرة على “محاربي الصحراء” لتحقيق نتائج إيجابية في التصفيات، والمضي قدمًا نحو التأهل إلى المونديال.
بين تصريحات بيتكوفيتش وقراراته: لغز تشكيلة “الخضر”
تُلقي فترة التوقف الدولية في شهر سبتمبر بظلالها على مُدرّبي كرة القدم حول العالم، حيث يجدون أنفسهم مُضطرين للتعامل مع ضيق الوقت وإرهاق اللاعبين العائدين من مباريات فرقهم. فبينما تُحدّد هذه الفترة من قِبَل الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، إلا أنها تُشكّل تحديًا حقيقيًا للمُدرّبين الذين يسعون جاهدين لتهيئة لاعبيهم للمباريات الدولية.
فعلى سبيل المثال، يُقدّر الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPro) أن 85% من اللاعبين يخوضون أكثر من 40 مباراة في الموسم، مما يزيد من خطر تعرضهم للإرهاق والإصابات.
ولعلّ المنتخب الجزائري، “محاربي الصحراء”، ليس ببعيد عن هذه المعاناة. فمع اقتراب التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، يجد المُدرّب جمال بلماضي نفسه أمام مُعضلة حقيقية تتمثّل في غياب بعض الركائز الأساسية بسبب الإصابات، في مُقدّمتها لاعب خط الوسط هشام بوداوي.
## بوداوي: شبح الإصابات يُهدّد مُجددًا
يُعتبر هشام بوداوي، لاعب نادي نيس الفرنسي، من العناصر الهامة في خطط بلماضي، إلا أن سلسلة الإصابات التي لاحقته في السنوات الأخيرة أثارت مخاوف الجماهير الجزائرية. فمنذُ انضمامه إلى نيس في عام 2019، غاب بوداوي عن الملاعب لفترات طويلة بسبب إصابات مُتكرّرة في الظهر، والغضروف، والركبة.
وتُشير الإحصائيات إلى أن بوداوي غاب عن أكثر من 183 يومًا منذُ بداية مسيرته الاحترافية بسبب الإصابات، وهو رقم مُثير للقلق بالنسبة للاعب في ريعان شبابه.
وعلى الرغم من أن بوداوي لم يُشارك أساسيًا مع ”الخضر” في جميع المُناسبات، إلا أن غيابه يُشكّل فراغًا في خط الوسط، خاصةً مع قُرب مُواجهة مُنتخب غينيا الاستوائية ضمن التصفيات الأفريقية.
هل يُمثّل قندوسي الحلّ البديل؟
<
div>
مع غياب بوداوي، تتّجه الأنظار نحو لاعب خط الوسط أحمد قندوسي، الذي يُقدّم مستويات مُميزة مع ناديه كليوباترا سيراميكا المصري.
ويُعدّ قندوسي من اللاعبين الذين يَتمتّعون بثقة بلماضي، حيث سبق له أن استدعاه إلى مُنتخب الجزائر في مُناسبات سابقة.
ويُتوقّع أن ي